اشتهرت لعبة الجولف بملاعبها الخضراء الواسعة والتى يمكن أن تلعب أيضًا فى مسارات مصنوعة من الجليد، أو نسخ مصغرة على مسارات مخصوصة داخل المكاتب، لكن بتفكير خارج الصندوق ابتكر رجل هندى نسخته الخاصة من لعبة الجولف فى أحد أفقر المناطق فى مومباى، حيث استخدم سكان هذه المنطقة مطبات وكتل الشوارع كمسار لهم لممارسة اللعبة الشهيرة.
لعبة Slum Golf، هى نسخة من اللعبة الشهيرة تستخدم الهراوات والكرات محلية الصنع، وتنتشر فى منطقة Chembur بالمدينة الصاخبة والمزدحمة، ويستخدم السكان لممارسة لعبتهم مسارات الشوارع والثقوب الصغيرة فى الأرض.
وحسب تقرير نشرته شبكة "CNN" الإخبارية، فإن سوريش محبوبانى هو سائق فى "نادى بومباى بريزيدنسى للجولف"، فى مومباى، وأحد منشئى لعبة "الجولف فى الأحياء الفقيرة"، وهى نسخة من الرياضة يستخدمون فيها مضارب وكرات مصنوعة فى المنزل، ويتم لعبها فى ملعب تم تصميمه حول الحى الذى يعيش فيه.
وتم إنشاء اللعبة بهذه الطريقة المحلية فى عام 2000 فى مومباى، من قبل سوريش محبوبانى وآخرون خارج ساعات عملهم فى نادى الجولف Bombay Presidency Golf Club (BPGC) ، خاصة وأنهم لم يكن يسمح لهم باللعب مجانا.
والجولف ليس الرياضة الأكثر شعبية فى الهند، لكن محبوبانى يأمل أن تثبت نسخته المؤقتة من هذه الرياضة أنها ستصبح، خاصة لابنته أشمى البالغة من العمر 6 سنوات، اللعبة الأكثر تقليدية فى منطقتهم.
وقال محبوبانى، لشبكة "سى إن إن" سبورت: "الجميع يحب لعبة الكريكيت فى الهند، لكن آمل أن يشاهد الناس مقاطع الفيديو الخاصة بنا وأن يحبوا الجولف أيضًا"، وعن تجربة لعب الجولف فى الشارع، أضاف أن "الناس يلعبون فى الشوارع أيضًا فى أوروبا، وأريد أن يشاهد الأشخاص مقاطع الفيديو الخاصة بنا على YouTube.. وأن يلعب العالم لعبة الجولف فى الشوارع، لذلك أعتقد أننا فعلنا بذلك شىء جيد، لقد جلبنا اللعبة إلى الشوارع والناس يحبونها اليوم".
وعلى الرغم من لعب الناس فى الأحياء الهندية الفقيرة التى تأسست فيها هذه الفكرة بكرة حمراء داكنة وخطاف مضرب خشبى، إلا أن اهتمام محبوبانى كان دائمًا يتجه نحو اللعب بكرة صغيرة بيضاء ومضارب جولف رفيعة وطويلة.
وعشق محبوبانى رياضة الجولف بعد مشاهدة الناس يلعبونها داخل نادى الجولف، حيث كان يتابعهم من خلف السياج فى طريقه من المدرسة وإليها، لذلك حصل على وظيفة فى نادى الجولف BPGC لإشباع شغفه بهذه الرياضة، ولكن عندما لم يُسمح له باللعب فى النادى مجانًا، توصل إلى طريقة أخرى للعب، حيث أعاد تخيل الأحياء الفقيرة فى شيمبورعلى أنها ملعب جولف.
وبعد بعض التجارب الفاشلة، وجد محبوبانى وآخرون أنه يمكنهم استخدام مواد النفايات من المبانى واستخدام الأنابيب الأسطوانية كمقابض، لتصميم لعبتهم الخاصة فى الشوارع، أما بالنسبة للكرة، فقد استخدم اللاعبون البلاستيك بدلاً من كرات الجولف الحقيقية حتى لا يصاب أحد بأذى وتسيل دمائه، وذلك فى حالة أصابة الكرة رأس لاعبًا زميلًا أو أحد المارة أو أحد سكان الأحياء الفقيرة.
وعلى الرغم من أن محبوبانى وزملاؤه وجدوا مكانًا أكثر تقليدية للعب الجولف، إلا أنه لا يزال يأمل فى أن تكون لعبة الجولف العشوائية وسيلة تمهيدية لممارسة هذه الرياضة بشكلها الطبيعى، كما يرى المستقبل فى ابنته أشمى، الذى يدربها بنفسه، ويأمل محبوبانى أن تحقق ابنته النجاح لاحقًا فى حياتها، وأن تصبح بطلة السيدات فى اللعبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة