يحدث أن تكون موهوبًا في شيء دون علمك، حتى تكتشف موهبتك تلك بالصدفة، هذا ما حدث مع يمني يوسف الحاصلة على بكالوريوس التمريض، التي تزوجت لتكتشف شغفها وعشقها للحلويات مع بداية دخولها المطبخ، فاكتشفت أن شعورها طوال الوقت بأن التمريض لم يكن المجال المناسب لها كان منطقيًا، وأنها لم تجد نفسها فيه، ومنذ حوالي 4 سنوات أعاد الزواج لها اكتشاف ذاتها الحقيقية.
كيك المانجو
"في البداية كنت بالتزم بالوصفات اللي بتقولهالي والدتي أو اللي بعرفها من الشيفات المشهورين، لكن بعد كدا كنت بضيف لمساتي الخاصة على كل أكلة من غير ما أغير الوصفة الأساسية، لحد ما قررت أجرب وصفات خاصة بيا ونجحت في إني أعملها بطعم مختلف، وكنت مهتمة إني اعتمدت فيها على المكونات اللي موجودة في البيت بالفعل" كانت هذه هي بداية انطلاق "يمنى" في صناعة الحلوى وفقًا لما قالته لـ "اليوم السابع".
كيك العسل
أكدت "يمني" أن بدايتها كانت بأشكال الكيك العادية، أمثال كيكة المانجو، والأيس كريم، وكيك العسل وكيك التمر بوصفة والدتها، ثم بدأت تتجه لأشكال الكيك الغريب كفضول وتحدي لذاتها ورغبة في أن تكون مختلفة، وعن سؤالها عن أغرب شكل كيك طُلِبَ منها اعدادها قالت: "كانت كيك الجالاكسي، وقصتها إن كان فيه بنت طالبة كيك عادي لخطيبها بس عايزة تبعت معها جملة أنت قمري، فاقرحت عليها تكون بشكل وألوان المجرة، فلقيت البنت عجبتها الفكرة جدًا، وبالفعل نفذتها وبعد رفع صورتها، لقيت ناس كتير بتطلب مني أعملها كيكة زيها، ولكن مع اختلاف الجملة اللي مكتوبة، واختاروا جمل مختلفة زي اقتباس جملة حتى تحترق النجوم مثلًا لدكتور أحمد خالد توفيق وغيرها من الجمل، بدأت أعمل أشكال حلويات غريبة زي الجزيرة والكتاب."
لانك قمري
وأضافت أنها كانت تنوي العمل بشهادتها، لولا شعورها بأن مجال التمريض شاق للغاية، ولا يناسبها، ذلك الذي اكتشفته أثناء قضاء "سنة الامتياز" التي كانت بين المستشفيات المختلفة، فكانت تذهب في كل شهر لمستشفى جديد، وهنا تأكدت أن هذا المجال لا يناسبها، لأنه يجهدها نفسيًا وجسديًا، وبتشجيع من عائلتها وبعد اكتشافها عشق الحلويات قررت ترك مجال التمريض والتفرغ لصناعة الحلوى.
كيك الأيس كريم
وعن الصعوبات اللي قابلتها في البداية قالت: "الاهتمام بالبيت والأولاد كان أصعب حاجة، لكن بدعم من زوجي الموضوع بقى أسهل بالنسبالي، وقدرت أوفق بين الشغل في الطلبيات ومهامي كأم وربة منزل"، وأضافت: "أي تقصير كان بيحصل في البيت أو في الشغل في البداية كان بيتغاضى عنه، وساعات كان هو اللي بيعمله كمان، عشان كدا هو أكبر سبب لنجاحي."
حلويات علي شكل جزيرة
واستكملت "يمنى" قصة تركها لمجال التمريض والاتجاه لصناعة الحلويات قائلة إنها قامت بتجميع معلومات حول المجال وتعلمت من التجارب السابقة للعديد من الأشخاص، سواء كانوا استمروا في المجال أو تركوه، وتعرفت من خلالهم على عيوبه ومميزاته، وحكت عن رؤيتها للتجربة قائلة: "أول ما بدأت لقيت مفيش طلبيات كتير لأن لسة محدش يعرفني، فكان لازم في البداية أبعت عينات هدايا لناس مختلفة، سواء أصحاب أو أقارب او حتى غرب، وانتظر يبعتولي آرائهم وانشرها على مواقع التواصل الاجتماعي عشان أروج لنفسي."
حلويات علي شكل كتاب
واختتمت يمنى يوسف حديثها لـ "اليوم السابع" بالحديث عن المشكلات اللي واجهتها قائلة إن تحديد السعر والموازنة بين استخدام خامات طبيعية وعالية الجودة، وبين وضع أسعار مناسبة كالسوق لأن العميل يتجه دائمًا للأقل سعرًا كان أكبر المشكلات التي واجهتها، وبسؤالها عن ما يميز إعداد الحلوى في المنزل عن المحلات، قالت: " المحلات بتختلف عننا لأن أنا بعمل حسب الطلب، لكن المحل ممكن يعمل أكتر من قطعة من نفس الصنف مره واحدة، ويعرضها وتتباع، بعكس الأونلاين"، وأكدت أن إبداعاتها لم تقف على الكيك فقط، وإنما حاولت تحويل أي صنف تقليدي لشيء مميز ومختلف حتى أصبحت مميزة للدرجة التي تجعل عملائها قادرين على معرفة أنها من صنعت هذا الكيك بمجرد رؤية الصورة.