منذ نعومة أظافرها ونشأتها فى أسرة تعشق الفنون، اتجهت للعزف على البيانو بأناملها الصغيرة، لم تكن تعرف أن الموسيقى والفن سيكونا هما طريقها ومستقبلها الذى ستبرع فيه، متخطية كل المشاكل والعوائق سواء من المجتمع الذى كان يرفض دخول الفتيات فى عالم الموسيقى أو مشاكل العمل نفسه، لتصبح أول مايسترو تقود فرقة الموسيقى العربية بمحافظة صعيدية وهى بنى سويف.
المايسترو إيمان جنيدى
طريق طويل وصعب مليء بالمشاكل والمعوقات كان أهمها رفض المجتمع لفكرة أن تعمل سيدة فى عالم الموسيقى، وأن تقود فرقة كاملة أغلبها من الرجال، خاصة أن المايسترو إيمان جنيدى من مواليد محافظة بنى سويف، وأول مايسترو سيدة على مستوى مصر والعالم العربى، ومؤسسة بيت المايسترو لجميع أنواع الفنون، وتقوم من خلاله بتبنى جميع المواهب فى مختلف الفنون.
خلال قيادتها للفرقة
وعن نشأتها تقول المايسترو إيمان جنيدى لليوم السابع: "أنا اتولدت فى منزل بيحب الفنون، وكانوا بيدعمونى من وأنا صغيرة، ودخلت كلية تربية فنية، والموضوع بدأ من صغرى وأنا بعزف على البيانو، وفى المدرسة كنت ماسكة الطابور الصباحى، وفى الجامعة كنت بشارك مع الكورال وراء بعض المطربين، وبعد التخرج سافرت مباشرة إلى دولة الكويت، كنت مدرسة فى التربية والتعليم، وكنت بأسس فرق صغيرة، وهو ما زرع بداخلى صفة القيادة وأعطانى الخبرة".
خلال تعليمها للموسيقى
كانت المايسترو إيمان تتولى الفرق البسيطة بداية من أطفال فى المدارس فى دولة الكويت، وفرق الشباب والرياضة، وبعد ذلك سافرت إلى سلطنة عمان وكانت تعمل فى الصباح مدرسة بالتربية الموسيقية، وفى المساء تعمل مع فرق الشباب والرياضة، وقد تولت مسئولية فرقة مركز الفنون بسلطنة عمان، بداية من عمر 18 عاما حتى 35 عاما، ولم تهاب تدريب كبار السن على الرغم من سنها الصغيرة، ولكن حاولت تدريبهم والعمل على إخراج أفضل المواهب.
أول مايسترو مصرية
وعن عملها كـ "مايسترو" قالت: "عمرى ما فكرت أكون مايسترو فى يوم من الأيام، ولكن خبراتى فى العمل بالموسيقى هى من أهلتنى لذلك ونمت سمة القيادة بداخلى".
وتابعت: "بعد رجوعى من سلطنة عمان، توليت قيادة الفرقة القومية للموسيقى العربية فى محافظة بنى سويف عام 2005، وتفوقت فيها جدًا وكانت سبب شهرتى، وقدرت أثبت من خلالها تفوق السيدات فى عملها، وفى عام 2007 توليت قيادة منتخب جامعة بنى سويف للموسيقى ومستمرة حتى وقتنا الحالى فى قيادته، وبدرب طلبة لا تعرف أى شيء عن الآلات الموسيقية، والحمد لله كنت بأسس منهم فرق كبيرة ودخلنا مسابقات فنية كبيرة على مستوى الجمهورية".
وعن تدرجها الوظيفى قالت المايسترو إيمان إنها بدأت كمدرسة، ثم موجهة إعدادى، ثم موجهة ثانوى، وموجه أول ثانوى للموسيقى، ثم تقلدت منصب موجه عام للتربية الموسيقية، وبعدها أصبحت قائد الفرقة القومية للموسيقى العربية وفى نفس التوقيت قائد منتخب جامعة بنى سويف للموسيقى، وهو ما دفعها لتأسيس فرقة خاصة بها وقامت بتسميتها "المايسترو"، ثم بعد ذلك أسست بيت المايسترو بالقاهرة لتبنى المواهب فى كافة الفنون.
وعن اختيارها كمايسترو قالت: "طلب منى قصر ثقافة بنى سويف إنى أمسك قائد الفرقة، وترددت فى الأول كثيرًا، لأنى لازم أكون دارسة ومؤهلة وملمة بكل أنواع الآلات لتوزيع العمل على الفرقة".
مع بعض المواهب الفنية
وعن المشاكل التى واجهتها خلال مشوارها الفنى قالت المايسترو إيمان: "مفيش حلاوة من غير نار، واجهتنى مشاكل كثيرة جدًا منذ بداية حياتى، منها قلة الآلات الموسيقية فى محافظة بنى سويف ومن يقومون بالعزف عليها وهو ما كان يضعنى فى العديد من المشاكل خلال الحفلات، وكنت أضطر لإحضار ما ينقصنى من خارج المحافظة على نفقتى الخاصة".
ثانى المشاكل التى واجهت المايسترو إيمان هى قلة عدد البنات فى الفرق الموسيقية بالمحافظة، حيث أكدت أن المجتمع فى المحافظات الصعيدية بشكل خاص كان يرفض دخول البنات إلى الفن والموسيقى.
المايسترو إيمان
وقالت المايسترو إيمان: "كنت بواجه كلام الناس بسب كونى سيدة متزوجة واضطر للسفر مع الفرقة، وكمان فكرة أن الموسيقى حلال أو حرام، وبعض الأشخاص كانوا يرسلون لى رسائل يطلبون منى التوقف عن العمل فى الموسيقى بقولهم كفاية عليكى كدة، ولكن أنا تركت كل الكلام وراء ظهرى وركزت فى مسيرتى الموسيقية".
تقود الفرقة
وعن مهنة المايسترو وقيادته للفرقة تقول: "المايسترو بيركز دايمًا على كل شيء، ولازم يكون دارس علشان يعرف يدرب الكورال ويختار أفضل الأصوات، وأيضًا يركز على البدائل بسرعة كبيرة فى حالة حدوث مشاكل، وإزاى يكون عنده خبرة لتقديم أجمل شئ على المسرح، ولازم أركز على الشكل الخارجى سواء من ناحية الملابس والتوزيع واختيار العمل نفسه مهم جدًا حسب المكان".
المايسترو إيمان جنيدى
وتوجه المايسترو كلمة للشباب قائلة: "لو أنتوا عندكم هواية نموها وما تبخلوش على نفسكم واشتغلوا على نفسكم، ومهما كانت الصعوبات استمروا، وهتيجى لحظة حاول تستغلها، ولازم يكون عندك إصرار، وبقول لولى الأمر لمن لديهم مواهب فى المنزل، أوعى تفتكر أن الموهبة هتعطله عن الدراسة بالعكس هتكون حافز كبير جدًا من خلال المتابعة الجيدة".
مع الفرقة الموسيقية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة