فى مثل هذا اليوم 8 مارس من عام 1775م، انتشرت وثيقة لكاتب مجهول هى الأولى من نوعها فى المستعمرات الأمريكية التى تدعو إلى تحرير العبيد وإلغاء الرق، ويعتقد عدد من المؤرخين أن كاتب هذه الوثيقة هو توماس بين، الثورى والمفكر الأمريكى الذى يعد من أبرز فلاسفة عصر التنوير فى الولايات المتحدة ومن الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، ولكن لماذا رجهت الآراء أنه الذى كتب الوثيقة؟
توماس بين
تاريخ توماس بين فى السياسة والنضال هو التى رجح كفته فى الاعتقاد بأنه من كتب الأولى فى المستعمرات الأمريكية التى تدعو إلى تحرير العبيد وإلغاء الرق، حيث أنه نشر خلال وجوده فى أمريكا مقالات تدين العبودية وتنتقد السياسة الاستعمارية البريطانية وفى عام 1776، كتب على نطاق واسع لدعم قضية استقلال أمريكا، مما أدى إلى اعتباره وطنيًا من قبل الأمريكيين، وخائن من قبل البريطانيين، وتوقع البعض أنه لعب دورًا فى كتابة إعلان الاستقلال، وقد اقتبس الرئيس أوباما من "بين" فى خطاب تنصيبه عام 2009.
وتوماس بين ولد فى بريطانيا، 29 يناير 1737، وانتقل إلى فرنسا، ونشر كتاب حقوق الإنسان فى عام "1791" وهو أطروحة مثيرة للجدل تدعم الثورة الفرنسية، وربما أكثر أعماله شهرة، وشارك فى محاكمة لويس السادس عشر لكنه لم يحظ فيما بعد بتأييد الحكومة الثورية، وتعرض للسجن، ولم ينج إلا بالصدفة، وأطلق سراحه عام 1794، وعاد إلى أمريكا عام 1802، لكنه تلقى استقبالًا عدائيًا هناك، ويرجع ذلك أساسًا إلى نشره كتاب عصر العقل "1794-1807".
وبعد تاريخ طويل من النضال والعمل السياسى رحل عن عالمنا فى عام 1809، ولكن بعد دفنه بعشر سنوات تم استخراج رفاته مرة أخرى لإقامة نصب تذكارى له، ولكن صحفيا يدعى ويليام كوبيت احتفظ برفاته حتى عام 1835م، لكنها بعد ذلك اختفت ويقال أنها موزعة فى مختلف دول العالم.