من مننا لا يسعى إلى اقتناء أحدث الأشياء من موبايل آخر إصدار إلى عربية أحدث موديل إلى شقة فى المنطقة الفلانية وغيرها، وبين ليلة وضحاها تتحول هذه المقتنيات إلى موضة قديمة، لتبدأ من جديدة رحلة البحث عن الأحدث فى دائرة لا تنتهى..
ويظن البعض أن السعادة فى اقتناء هذه الأشياء لتبقى السعادة مرهون تحقيقها بالوصول إلى الهدف الجديد اللى عمره ماهيخلص..
ويخلط البعض هنا بين الوصول إلى السعادة بتحقيق هذه الأشياء وبين الطموح، فالسعادة هنا وقتيه تنتهى بزوال أسبابها بعد تحقيق الهدف، لتبدأ مرحلة آخرى فى الوصول للهدف الآخر، بالإضافة إلى التعاسة التى قد تنتج عن ظهور الأحدث وتحول ما تملكه إلى موديل قديم..
ولكن الطموح هو الرغبة فى الحصول على الشيء، وتحقيق نجاح مرئى معترف به من الجميع وله بعد مثالى، وهو ما يجعله مختلفا عن السعادة ولكن العلاقة بينهما قد تبدو معقدة، وهنا يتصور الشخص أن النجاح فى الوصول إلى الهدف المنشود يمنحه السعادة، لكن العلماء أكدوا أن السعادة تعزز فرص النجاح وليس العكس، بينما أكدت دراسات أخرى أن الطموح ومحاولة تحقيق النجاح يمكنهما أن يجعلا الشخص تعيساً، باختصار فإن النظريات العلمية والتجربة الشخصية تؤكد أن الطموح وملاحقة النجاح تلو الآخر أو محاولة جني المزيد من المال يمكنها في الواقع أن تجعل الشخص يختبر رحلة لا نهاية لها وبالتالي التعاسة..
وفى المقابل انعدام الطموح يعني العيش على الهامش، واختبار مشاعر الإحباط وأن الفرد لا قيمة له حتى ولو كان سعيداً فى حياته، ويحتاج كل فرد إلى إنجازات فى حياته، وإلا كانت خالية من الأحلام والسعادة الناجمة عن تحقيقها..
ما نستخلصه من الفقرتين السابقتين بعيدا عن النص المثقل بكلمات العلماء والدراسات العلمية، إنك لو عايز تعيش سعيد يا برنس يبقى لازم تسيبك من المنافسة الاجتماعية، يعنى مش لازم تعيش عشان تسدد فى أقساط طوال حياتك من أجل الموبايل والعربية وغيرها، تقدر تعيش على قدك وتستمع بحياتك بكل تفاصيلها بأبسط ما تملك..
خليك دايما متأكد أن الموبايل هيظهر الأحدث منه، والعربية هتنزل الأحسن منها، وهتشوف صديقك أو قريبك أو حتى جارك معاه الأحدث، مش لازم تبقى زيه، أنت أكيد عندك حاجات تانية مش عنده، خليك طموح بس عيش على قدك وباللى معاك، وتبدأ طريق السعادة..