عاش الفريق عبد المنعم رياض بطلا ومات شهيدا وصار رمزا للإنسان المصرى الرافض للهزيمة، الإنسان الذى يتحمل مسئوليته كاملة، والقادر على مواجهة الأمور وجها لوجه.
نفخر فى مصر أن تاريخنا ممتلئ برجال يشبهون الفريق عبد المنعم رياض، الذى نحتفل اليوم 9 مارس بذكرى رحيله، اليوم الذى تحول إلى يوم الشهيد، والذى حدث أنه فى مثل هذا اليوم من عام عام 1969، وأثناء مروره على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب عبد المنعم رياض إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو الإسرائيلى.
كان عبد المنعم رياض رحلة عظيمة فقد ولد فى إحدى قرى طنطا بمحافظة الغربية فى 22 أكتوبر 1919، وفى 11 يونيو 1967 تم اختياره رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، وبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزى إعادة البناء والتنظيم.
كان استشهاد عبد المنعم رياض بمثابة شرارة أشعلت كل الغضب فى نفوس المصريين، ولم يكن مردودها سلبيا كما تخيل العدو، ولم يكن محبطا، لقد انتشرت الحماسة فى النفوس فالقائد بنفسه بين جنوده يرصد العدو، ولم يختبئ خلف مكتبه، بل إنه يواجه عدوه، وبالتالى فإن الجنود ومن خلفهم الشعب المصرى، أخذوا القرار الذى لا رجعة فيه باستمرار حروب الاستنزاف حتى خروج العدو من الأرض.
نعم، استطاع موت عبد المنعم رياض أن يهزم العدو الإسرائيلى، لقد كانت روحه ساكنة فى قلوب كل الذين مروا فى حرب 1973 يحملون أسلحتهم ويهتفون من أجل استرداد الأرض، وقد كان.
لقد صار عبد المنعم رياض رمزا للشجاعة ومحبة الأوطان والتضحية من أجلها، وما يستحق الإشارة هو يوم تشييع الجنازة، حيث خرج الشعب المصرى بجميع طوائفه لوداع البطل العظيم.