اهتمت كتب التراث بإلقاء الضوء على كل ما يتعلق بسيدنا النبى، محمد عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك ما يتعلق بهيئته، فما الذى يقوله التراث الإسلامى، فى جماله.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "باب ما ورد فى حسنه الباهر"
قال البخارى: ثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه، عن أبى إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: كان النبى ﷺ أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير.
وهكذا رواه مسلم عن أبى كريب، عن إسحاق بن منصور.
وقال البخارى: حدثنا جعفر بن عمر، ثنا شعبة عن أبى إسحاق، عن البراء بن عازب قال: كان النبى ﷺ مربوعا بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته فى حلة حمراء، لم أر شيئا قط أحسن منه.
قال يوسف ابن أبى إسحاق عن أبيه: إلى منكبيه.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا إسرائيل عن أبى إسحاق، عن البراء قال: ما رأيت من ذى لمة أحسن فى حلة حمراء من رسول الله ﷺ له شعر يضرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير.
وقد رواه مسلم وأبو دواد والترمذى والنسائى من حديث وكيع به.
وقال الإمام أحمد: ثنا أسود بن عامر، ثنا إسرائيل، أنا أبو إسحاق.
وحدثنا يحيى ابن أبى بكير، حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق قال: سمعت البراء يقول: ما رأيت أحدا من خلق الله أحسن فى حلة حمراء من رسول الله ﷺ، وإن جمته لتضرب إلى منكبيه.
قال ابن أبى بكير: لتضرب قريبا من منكبيه.
قال - يعني: ابن إسحاق -: وقد سمعته يحدث به مرارا ما حدث به قط إلا ضحك.
وقد رواه البخارى فى اللباس.
والترمذى فى الشمائل.
والنسائى فى الزينة من حديث إسرائيل به.
وقال البخارى: حدثنا أبو نعيم، ثنا زهير عن أبى إسحاق قال: سئل البراء بن عازب، أكان وجه رسول الله ﷺ مثل السيف؟
قال: لا، بل مثل القمر.
ورواه الترمذى من حديث زهير بن معاوية الجعفى الكوفى عن أبى إسحاق السبيعي، واسمه: عمرو بن عبد الله الكوفى عن البراء بن عازب به.
وقال: حسن صحيح.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقى فى الدلائل: أخبرنا أبو الحسن ابن الفضل القطان ببغداد، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان، ثنا أبو نعيم وعبد الله عن إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة قال له رجل: أكان رسول الله ﷺ وجهه مثل السيف؟.
قال: لا بل مثل الشمس والقمر مستديرا.
وهكذا رواه مسلم عن أبى بكر ابن أبى شيبة، عن عبيد الله بن موسى به.
وقد رواه الإمام أحمد مطولا فقال: ثنا عبد الرزاق، أنا إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله ﷺ قد شمط مقدم رأسه ولحيته؛ فإذا ادهن ومشطهن لم ينبين؛ وإذا شعث رأسه تبين؛ وكان كثير الشعر واللحية.
فقال رجل: وجهه مثل السيف؟
قال: لا بل مثل الشمس والقمر مستديرا.
قال: ورأيت خاتمه عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده.
وقال الحافظ البيهقي: أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا المحاربى عن أشعث، عن أبى إسحاق، عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله ﷺ فى ليلة أضحيان وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندى أحسن من القمر.
هكذا رواه الترمذى والنسائى جميعا عن هناد بن اليسري، عن عيثر بن القاسم، عن أشعث بن سوار.
قال النسائي: وهو ضعيف؛ وقد أخطأ والصواب أبو إسحاق عن البراء.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث أشعث بن سوار، وسألت محمد بن إسماعيل - يعني: البخارى - قلت: حديث أبى إسحاق عن البراء أصح، أم حديثه عن جابر، فرأى كلا الحديثين صحيحا.
وثبت فى صحيح البخارى عن كعب بن مالك فى حديث التوبة قال: وكان رسول الله ﷺ إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر، وقد تقدم الحديث بتمامه.