عاد الأمل مرة أخرى لأهالى قرى حفير شهاب الدين والأمل بمركز بلقاس وعزبتى 56 و 57، وبعض قرى نبروه، بعد معاناة استمرت لسنوات فى مشكلة رى أراضيهم بمياه الرى الملوثة بالصرف الصناعى، حيث إنهم يستخدمون مياه ترعة مايو، التى يصب فيها مصرف كوتشنر، ذلك المصرف الذى تصب فيه مصانع محافظة الغربية وكفر الشيخ مخلفاتها من مياه الصرف الصناعى، وجاء المشروع القومى لتطوير القرى الواقعة على المصرف، وتطوير المصرف كبارقة أمل وانتشال أهالى 182 قرية من الإهمال ومعاناتهم الجفاف وقلة مياه الرى وبوار أراضيهم منذ عشرات السنوات.
أكد الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، أنه تمت مناقشة مشكلة مصرف كيتشنر مع أعضاء وفد وزارة التنمية المحلية، المسئول عن مشروع التطوير للقرى الواقعة على مصرف كوتشنر وفروعه بنطاق المحافظات الواقع عليها المصرف، ومنها الدقهلية بعدد 29 قرية فى كل من مركزى بلقاس ونبروة، حيث يمر بهما فرعا المصرف تحت مسمى "مصرف نمرة 3 ومصرف نمرة 4 ويصبان فى مصرف كيتشنر.
وأوضح أعضاء فريق العمل بالوزارة أن مشروع التطوير يستهدف رفع كفاءة وتطوير المصرف وأيضا القرى المار بها، ففى الدقهلية يتم تطوير البنية التحتية للصرف الصحى والمخلفات الصلبة بالقرى الواقعة على طول المصرف وفروعه، مع رفع كفاءة المصرف ذاته.
وقال هيثم الشيخ، نائب محافظ الدقهلية، إن المحافظة تقدم بكافة أجهزتها كل أشكال الدعم المطلوب لنجاح المشروع بالقرى الواقعة على المصرف وفروعة بمركزى بلقاس ونبروه بالدقهلية، مشيرا إلى أن هذا المشروع يؤكد حرص الدولة على جودة المياه بالمصرف وفروعه والحد من مصادر التلوث مما جعل الحكومة المصرية تتخذ خطوات جادة بالتنسيق مع بنك الإستثمار الأوروبى والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية لتحسين جودة المياه بمصرف كيتشنر من خلال محاور عديدة تستهدف رفع كفاءة خدمات المخلفات الصلبة وخدمات الصرف الصحى، وتطهير المصرف ورفع كفاءته فى نطاق المحافظات التى يمر بها المصرف ومنها محافظة الدقهلية.
ويقول جمال الليثى، أحد المزارعين، إن مشروع تطوير القرى الواقعة على مصرف كيتشينر هو حلم لأهالى القرى ببلقاس ونبروة حتى نعيش حياة أدمية ونجد المياه اللازمة لرى أراضينا ووزارة الرى كانت قد أوقفت مد الفلاحين بمياه مصرف كيتشنر التابع لمحافظة كفر الشيخ ولا تصل إلينا المياه سوى يومان فقط فى الاسبوع وفى هذان اليومان تتصاعد المشاكل بين قرى الحفير على أولوية الرى ثم يظل الفلاحون ثمانية أيام أخرى دون مياه رى لتجف فيها الأراضى ويموت المحصول فنحن نستجدى مياه مصرف كوتشنر الملوثة لأنه لا يوجد بديل لدينا.
وتابع الليثى، باقى الأيام نروى من مياه ترعة بلقاس ولكنها ضعيفة جدا ومن مياه ترعة 15 مايو التابعة لكفر الشيخ، فالمزارعين بمحافظة كفر الشيخ يستغلون مياه مصرف كوتشنر ويستخدمون محطات الرفع للحصول على المياه لمزارعهم السمكية، فعلى الرغم من أنها مياه صرف صناعى إلا أنها تقضى احتياجتنا.
فيما قال رضا السعيد، أحد أهالى قرية 57 بحفير شهاب الدين، نحن نتسول المياه ونتمنى أن تصلنا مياه مصرف كوتشنر باستمرار، حيث إنه لا يوجد بديل لرى أراضينا سواه ولم يف المسئولون بوعودهم فى مد أراضينا بالمياه عن طريق ترعة 15 مايو ولكنهم منعوا عنا مياه مصرف كوتشنر ولا تصل إلينا سوى يومان كل 8 أيام، على الرغم من أن مصرف كوتشنر ذو مياه ملوثه بالصرف الصناعى، وما لا نستطيع أن نفهمه لما لا يمنعون مصانع الغربية وكفر الشيخ من إلقاء مخلفات الصرف الصناعى على ذلك المصرف الذى يعد من أكبر المصارف.
وأضاف السعيد، أهالى الحفير يعانون من أمراض الفشل الكبدى والكلوى بسبب تلك المياه التى نروى منها زراعتنا ، على الرغم من وجود ترعة 15 مايو التى من المفترض أن تغذى أراضينا ولكنها غير مؤهلة، ولن تستوعب مياه طرد 1 و2 لكونها ضيقة ومرتفعة ويتفرع منها 10 ترع كلها أعرض من الترعة الأم، وكان الحل الأمثل هو تأهيل ترعة 15 مايو لنروى أراضينا، فنحن معرضون بالتشريد ويوجد 450 ألف مواطن يعيشون فى مركز بلقاس ويرون أراضيهم من ذلك المصرف.
وتابع السعيد، لم تعد مياه النيل العذبة تصل لأراضينا وبدلا من مياه الرى بدأت رحلة "المياه المخلوطة" بمياه الصرف بأنواعها المختلفة، ومنذ عام 2000 بدأ "البوار" فى الزحف إلى أراضينا بعد أن زادت نسبة الملوحة بالأراضى بسبب تلك المياه المخلوطة، ولسوء الحظ فإن الحفير تقع على المنطقة الفاصلة بين الدقهلية وكفر الشيخ، وينكر المسئولون بالمحافظتين المسئولية عن بوار أراضينا، ومنذ 15 سنة ونحن نعانى من إستخدام مياه الصرف فى الزراعة، لدرجة أننا طالبنا بفتح بوابة الصرف على مصرف كوتشنر لإنقاذ بقية الأراضى من البوار.
الجدير بالذكر أنه تمت الموافقة على إتفاق قرض "مشروع تحسين نوعية المياه فى مصرف كتشنر- برنامج إعادة تأهيل المصرف"، بين مصر والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية بمبلغ 69 مليون يورو، والموقع فى شرم الشيخ بتاريخ 8 ديسمبر 2018.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة