أعلنت الجمهورية الفرنسية تخصيص عام 2021 للاحتفال بإمبراطورها السابق الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت، وذلك بمرور مائتى سنة على وفاة الفاتح الشهير نابليون بونابرت، قائد الحملة الفرنسية على مصر، ونابليون بونابرت هو قائد عسكرى وسياسى فرنسى إيطالى الأصل، ولد فى 15 أغسطس 1769، زبزغ نجمه خلال أحداث الثورة الفرنسية، وقاد عدة حملات عسكرية ناجحة ضدَّ أعداء فرنسا خِلال حروبها الثورية، حكم فرنسا فى أواخر القرن الثامن عشر بصفته قنصلًا عامًا، ثم بصفته إمبراطورًا فى العقد الأول من القرن التاسع عشر، حيث كان لأعماله وتنظيماته تأثيرًا كبيرًا على السياسة الأوروبية.
هيمن نابليون على الشؤون الأوروبية والدولية خِلال فترة حُكمه، وقاد فرنسا فى سلسلة انتصارت مبهرة على القوى العسكرية الحليفة التى قامت فى وجهها، فيما عرف بالحروب النابليونية، وبنى إمبراطورية كبيرة سيطرت على مُعظم أنحاء أوروبَّا القاريَّة حتَّى سنة 1815 عندما سقطت وتفكَّكت، وتوفى فى 5 مايو عام 1821.
ويبدو أن الظروف التى عاش فيها نابليون وقت طفولته كانت لها اليد فى بناء شخصية الجنرال الفرنسي، فبحسب ما يذكره كتاب "وجوه القائد" للدكتورة منى خويص، فإن تصرفات الجنرال الفرنسى، وكما يتضح من ما كتبه هو فى مذكراته، أنه كان يتصرف تصرفات طفولية يشبع فيها تلك الحاجة التى لم تتح له إشباعها فى طفوله، أنه سلوك التعويض عن الحرمان الذى نشأ عليه، فلا ننسى أنه وهو فى سن الخامسة عشرة، وبعد وفاة والده، قامت على عاتقه عملية إعالة أسرته وتحمل مسؤوليتها، هذه المهمة التى وبالرغم من وجود إخوة يكبرونه سنا أرادها هو لنفسه رغبة فى تأكيد تفوقه وتمايزه، وفرض ذاته، وإثبات القدرة على الإنجاز.
ووفقا لدراسة بعنوان "نابليون بونابرت" فى سنة 1795 اعتمدت عليه حكومة الدارة فى إخماد ثورات الملكين المعارضين للحكم الجمهورى وفى سنة 1796 عين قائد عام للقوات الفرنسية جنرال، وبدأ حروبه وخصوصا ضد النمسا واشتهر فى حركته السريعة فى الفتوحات فانتصر على النمسا، بروسيا وانجلترا، فسيطر على بعض الأقاليم وخصوصا فى شمال ايطاليا وأقام فيها جمهوريات على غرار الجمهورية الفرنسية، واستطاع أن يزيل الخطر عن فرنسا من الدول المجاورة لها بانتصاره على الدول الخارجية.
أصبح نابليون فى نظر الفرنسيين البطل الذى خلص فرنسا من أعدائها فى البداية، أما فى نظر حكومة الإدارة فكان يشكل خطرا ألنها خافت على مركزها منه وخاصة بعد انتصاره وقيامه فى سنة 1797 بهزم النمسا وتوقيع صلح لمبفورميو مع النمسا دون استشارة حكومة الإدارة الأمر الذى أثار مخاوف هذه الحكومة منه فأرادت حكومة الإدارة تقليص صلاحياته فاقترحت عليه تعيين جنرال آخر إلى جانبه إلا أنه رفض ذلك قائلا: "جنرال واحد غير كفؤ خير من جنرالين جديدين"، فى سنة 1798 طالب نابليون أن يقوم بحملة على الشرق مصر، (وكان من الألباب التى دفعت حكومة الإدارة إلى الموافقة على هذه الحملة هو التخلص من نابليون.
ثم عاد إلى أوروبا لاضطراب الأحوال فى فرنسا. وفى سنة 1799، عزل بونابرت حكومة الإدارة وأنشأ بدلًا منها حكومة مؤلفة من 3 قناصل، وتقلّد هو بنفسه منصب القنصل الأول؛ ثم أقام أحلافًا عسكرية ودبلوماسية مع الفُرس والهُنُود والعُثمانيين فى سبيل ضرب كُلٍ من المصالح البريطانيَّة فى الهند، والمصالح الروسيَّة فى الشرق الأوسط، وتعاون مع سُلطان مملكة ميسور فتح على خان تيپو وأيَّدهُ بِجُنُودٍ ومعدَّاتٍ كثيرة خِلال حربه مع البريطانيين فى الهند.