- ومصر عارفة وشايفة وبتصبر/ لكنها في خطفة زمن تعبر/ وتسترد الأسم والعناوين..
هكذا قال الخال "عبد الرحمن الأبنودي" وهكذا فعلت الجميلة المدهشة العفية الشابة "مصر"
حينما بدأ حفل نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري إلى متحف الحضارة كانت الأيادي على القلوب، وبين لحظة ولحظة نمت للقلوب أجنحة بها طارت وتجلت وحلقت ودارت وسبحت باسم مصر، وغنت أنشودة مصر، وعزفت لحن مصر.
سكرنا بالحب، وسكرنا بالخيال، وسكرنا بالإتقان والروعة والجسارة، خطفة زمن كما قال الأبنودي، عبرنا بها عشرات الأزمات وعشرات العثرات وعشرات المراحل، مصر لم تنقل 22 مومياء لملوكها وملكاتها فحسب، بل نقلت نفسها في سباق الدول إلى الصفوف الأولى، والأهم من هذا هو أنها عالجت بمشروع واحد عشرات الإشكاليات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإعلامية.
بترياق واحد عالجنا عشرات الأوئبة التي أصابت المجتمع المصري، فكان العلاج ناجعا، صار لاسم مصر معنا آخر، ونبت للشعب المصري أجنة زار بها نفسه الدفينة في ساعة فتح، وأكاد أجزم أننا لو استثمرنا تلك اللحظة التاريخية الملهمة أحسن استثمار سيكتب التاريخ بعد 50 سنة من الآن مؤرخا لعودة الروح المصرية إلى المصريين بهذا المشروع مثلما كان اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون منذ قرن من الزمان نقطة تاريخية فاصلة في حياة المصريين وأرخ به المؤرخون لبعث الأمة المصرية، وإحقاقا للحق فلم تكن هذه الاحتفالية المبهرة أول الإنجازات المدهشة، ولا أول المؤتمرات والحفلات الكبيرة، سبقها قبل هذا سنوات طويلة من العمل الجاد في كافة مناحي الحياة، وسبقها مؤتمرات عالمية شهد لها العالم أجمع بالإتقان مثل المؤتمر الوطني للشباب ومنتدى الشباب العالمي، لكن حفل نقل المومياوات الملكية كان وبلا شك، أحسن تجسيد لما وصلت إلى الدولة المصرية على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وعدنا بأن تكون مصر "أد الدنيا" فصارت كذلك.
عاصفة من المحبة انفجرت مع بداية حفل نقل المومياوات، والآن هدأت العاصفة لكن لم تهدأ العاطفة، وهنا نحاول سويا أن نستكشف ما الذي فعله هذا الحفل المهيب؟ ولماذا انفعل المصريون بهذا الحدث كما لم ينفعلوا من قبل؟ وما الذي عبرناه في ساعين ولم نكن لنعبره في عقود؟ لعلنا نأخذ منه بقبس أو نجد على أثر هذا الحفل الهدى في أن نبدأ مرحلة جديدة من تاريخ مصر عنوانها الجودة والإتقان والإبهار لعصر ما بعد الموكب
عبور مأزق الهويات المتناحرة إلى عصر الهويات المتجانسة.
جزء كبير من عظمة مصر يتجلى في تعدد هوياتها، وفي الحقيقية هذه الهويات المتعددة تعيش في قلب كل واحد منا في تناغم فريد، لا نشعر أبدا بأن أصولنا المصرية القديمة تنافس أصولنا القبطية أو الإسلامية، لا نشعر أبدا بأن مكونات الحضارة الهيلينية تتنافس مع انتمائنا الأفريقي أو العربي، لكن وبكل أسف أصبحت هذه الأصول المجتمعة في قلوب المصريين والتي تجري فينا مجرى محل تناحر وتنافس على يد البعض، وهذا "البعض" يريد دوما أن يجذبنا إلى أصل دون آخر، لا لشيء إلا لأنه يريد ذلك لمذهب شخصي أو مأرب نفعي، وبناء عليه كنا نرى المدعين من كل صنف ولون ومن كل حدب وصوب يتشنجون وينثنون وينفردون كلما أحس الواحد بعاطفة تجاه أصل حضاري ما، والحقيقة الكاملة هي الحقيقة الكامنة، ففي الصدور تجد الإجابة واضحة جلية، مصر مصرية، بكل ما تحمل من أطياف وأعراق وثقافات وأديان وحضارات وأقاليم، مصر مصرية، فيها من الفراعنة العظام كما فيها من اليونان والروماني، كما فيها من المسيحية والإسلامية، كما فيها من الساحلية والبدوية والصعيدية، ثقافة الصحراء فيها، وثقافة الوديان فيها، وثقافة الحضر فيها، مصر هي مصر، التي تشبه كل شيء ولا يشبهها شيء، وقد أيقظ هذا الحفل العظيم بما حمله من استعراض تاريخ مصر هذا الشعور بالانتماء إلى أصولنا المتشعبة وإلى مواردنا الحضارية المختلفة.
عبور مرحلة النافورة إلى مرحلة المسلة
ربما لم ينتبه الكثيرون إلى تلك المسألة برغم أنها من وجه نظري من أهم ما حدث في تلك الاحتفالية، فقد عشنا عقودا دون "رمز" حضاري نتجمع حوله، كنا نعيش لنترك مياديننا أسيرة للنافورة التي تتعطل حينا وتعمل حينا، عشنا عصورا في نعاني من فقر الخيال وقصر النظر، عشنا عصورا دون فهم لمعنى الجمال ومعنى الحضارة ومعنى أن تكون ميادينك تشبهك وتجسد ملامحك وتاريخك، كنا نتسحر كلما رأينا مسلة مصرية في عاصمة غربية، بينما المسلة الوحيدة الموجودة في أحد أحياء العاصمة مطمورة بالأشجار في إحدى حدائق جزيرة الزمالك، وقد كانت فكرة وضع مسلة في ميدان التحرير وافتتاحها مع مرور موكب المومياوات من أجمل الأفكار وأعمقها تأثيرا، بل أجزم أنها ستكون العنصر الأبقى والأكثر إشراقا لذكرى احتفال يوم الموكب.
عبور فكرة هيمنة الرجل إلى صدراة الأنثى
برغم أن مصر أنثى، والحضارة أنثى، والمياه التي هي سر الحياة أنثى، لكن حضور الأنثى عبر تاريخنا كان ظالما، والأمر لم يختلف كثيرا في الحاضر، لكن هذا الظلم تبدد تماما في حفل نقل المومياوات الملكية، فقد تصدرت الأنثى بشكل استثنائي، حتى أصبحت رمزا لكل جمال حدث، وواحتفى الجميع بالمذيعة جاسمين طه، والإعلامية آية الغريانى وناردين فرج، والعازفة رضوى البحيرى، والسوبرانو المصرية أميرة سليم والفنانة منى زكى والفنانة ريهام عبد الحكيم ونسمة محجوب نيللى كريم وهند صبرى ويسرا، وغيرهن من الجميلات المتألقات الساحرات اللاتي ظهرن في أبهى الصور واحتللن أبرز المساحات، فكان هذا الحفل نقلة نوعية في تاريخ المرأة، حتى أن الدكتورة مايا مرسي رئيسة المركز القومي للمرأة وصفتهن بـ"عظيمات مصر"
عبور الفردية والأنانية إلى عظمة العمل الجماعي
لسنوات طويلة سادت "الأنانية" الوسط الفني والثقافي، كل نجم لا يريد أن يشارك أحدا في البطولة، كل صاحب دور لا يريد لأحد أن ينال ولو حظا يسرا من الظهور، وقد أدت هذه العادة القميئة إلى تجريف حياتنا الفنية والثقافية، فظاهرة النجم الأوحد أدت عبر عشرات السنين إلى تجريف التربة الفنية المصرية، كما أدت إلى انتشار الحروب الخفية بين النجوم الكبار ومن يظنون أنهم يحملون جينات التميز والأبداع التي هي بالنسبة لهم جينات الريبة والتهديد، وقد أدت هذه الحالة المرضية الشاذة إلى فقر المشهد الفني في مصر لسنوات طويلة، وصارت كل الوجوه باهتة، فحتى من كان يحمل موهبة كبيرة تؤهله إلى الظهور بالشكل الأجمل كبت بيده موهبته لكي لا يلحظ براعتها أحد فتصير وابلا عليه بدلا من أن تكون شفيعا له، لكن هذا الحفل الجميل المبهر نسف تلك الأفة القاتلة، أذ أثبت حسن الإدارة وبراعة التوظيف أن القمة تتسع للجميع، فقد تشارك في بطولة الحفل عشرات النجوم من أصحاب الشهرة والصيت والحضور، كما صعد إلى المقدمة العديد من الأصوات التي لم تأخذ حظها من الانتشار الجماهيري، ولأول مرة رأينا عازفين بدرجة نجوم، ناهيك عن الموسيقار هشام نزيه والموسيقار نادر عباسي، والأغرب من كل هذا أن الجميع احتفى بالعاملين خلف الكاميرات من مصورين ومخرجين ومصممين وفنيين.
عبور آفة الاستسهال إلى فضيلة الاهتمام بالتفاصيل
لأننا تلقينا الحفل دفعة واحدة، فإننا لم نستوعب بعد كل هذا التداخل الذي تم في المشاهد والأحداث، ولم نستوعب بعد هذا الاهتمام المفرط بالتفاصيل، ولا أتردد لحظة واحدة في التأكيد على أن التفاصيل الصغيرة هي التي صنعت هذا المشهد المهول، فالاهتمام بالتفاصيل هو الذي جعل الكورال مثلا يلتزمون بسمت واحد وملابس واحدة، وحتى حافظات الأوراق التي مسكها الكورال طبعت خصيصا لهذا الحفل مزينة باللوجو الخاص به، وهذا اللوجو أيضا من الأمور المهمة التي ميزت الحفل وجعلت له بصمة خاصة تميزه فور رؤيته، وينطبق المعيار أيضا على جميع عناصر المشاهد التي قدمت في الحفل، فاختيار الملابس كان أكثر من مبهر، طريقة الميكياج لأبطال العرض وبطلاته كانت مناسبة تماما، ملابس الأطفال الذين افتتحوا العرض ممزوجة بلون السحاب الأبيض والسماء الزرقاء توحي إليها بأنهم وفود المستقبل القادم من الأفق المتسع، كل هذا يوحي بأن هناك عقل كبير فكر وقرر وهندس ولون كل شيء، ولم يترك الشيطان الذي يكمن في التفاصيل ليفسد المشهد.
عبور الاستهانة بالتاريخ والثقافة إلى تقديسهما واستثمارهما
هنا لابد أن نقف كثيرا ونتأمل كثيرا، فقد كانت الآثار في نظر البعض قبل هذا الحفل ليست أكثر من "حبه حجارة" وكانت الفائدة الأكبر في نظر الكثيرين لهذه الآثار هو "بيعها" لكن بعد هذا الحفل صارت للآثار معنا أخر وصار لها قيمة أكبر، فقد عرفنا أن هذه البلد غنية حقا، ليست بالخامات الطبيعية ولا بالمعادن النفيسة أو الزيوت الأرضية، لكن بتاريخها الكبير وآثارها السامقة وحضارتها التي قدرت في ذات اليوم أحسن تقدير، ووراء هذا اليوم المشهود تقف الثقافة أولا وأخيرا، يقف علماء فكوا طلاسم الأحجار والبرديات ليستخرجوا ترنيمة مهابة إيزيس، ويقف موسيقى يضع النغمات كما كان جده الأكبر يرص الأحجار الكريمة على عقد توت عنخ آمون، ويقف عالم آثار وضع المعلومة بجانب الأخرى حتى يصل إلى المعنى المفقود، ويقف مؤرخ اجتهد وبحث حتى يصيغ لنا قصة كاملة، ويقف باحث حاول أن يجتهد ويعمل ليخرج لنا عناصر هذا المشهد المكتمل، كل هذه الحمولات الثقافية الكبيرة أسهمت في إخراج هذا المشهد الراقي بهذه البراعة، ولم يعد لمن يستهينوا بالثقافة والتاريخ والآثار مكانا بيننا.
عبور محنة الفن الهابط إلى رحابة الفن الراقي
ظلما يصفون الشعب المصري بأنه "عايز كده" كلما انحدر منتج أو سقط مخرج أو تدنى مطرب أو ممثل، وقد وجه الشعب المصري إلى هؤلاء الساقطين المتدنين المنحدرين لطمة قوية صارخة، لطمة مازالت آثارها واضحة على وجوههم إلى الآن، بين ليلية وضحاها اختفت المهرجانات واختفى نجوم المهرجانات، وأصبحت السوبرانو "أميرة سليم" ملكة القلوب والعقول، وأصبحت موسيقى الموكب المجردة من أحب المواد المسموعة إلى الشعب المصري وأكثرها تداولا، وأصبحت الرقصات التعبيرية التي صاحبت الحفل من أعز المشاهد إلى القلوب، وفجأة أصبح الشعب المصري كله على أعلى مستوى من التذوق، يعلقون على إجادة التمثيل من جانب النجوم، وعلى إجادة تصميم الإضاءة والديكور والملابس، بل أن المصريين احتفوا بالعازفين وجعلوا منهم نجوما بعد أن كادت أن تنتهى نجومية العازفين بموت جيل محمد القصبجي ومحمد عبده صالح وأنور منسي أو جيل عمر خورشيد وعبود عبد العال، وسمير سرور وتواري كلا من مجدي مهنا ومجدي الحسيني وغيرهم من العازفين، ولم يكتب لأحد من العازفين الشهرة إلا محاولات فريدة، وهنا نتيقن من أن الذين الشعب المصري أرقى من كل منتقديه، وأنه قادر على قيادة الفن المصري إلى الرقي بشرط تقديمه بالشكل اللائق.
عبور الفوضى إلى النظام والنظام إلى تناغم الأنظمة
مرت مصر في العصور الماضية بحالة من انعدام الوزن وانعدام الضمير في آن، فلم نكن نستطيع أن نقيم مؤتمرا دون أن تحدث مشكلات في الصوت أو الضوء أو التراتب، لذلك كان الجميع يخشى الإقدام على عمل مؤتمر أو تنظيم حدث خشية أن يتعرض للضغط أو السخرية، وبالطبع كان لهذا الأمر آثار سلبية كثيرة وانعكاسات رمزية خطيرة، فلم لا يستطيع أن ينظم مؤتمرا بالطبع لن يستطيع أن يصلح مناخ الاستثمار ولا أن يوفر فرص عمل ولا أن يدعم بنية تحتية ولا أن يقيم الأمن والأمان، ولهذا كانت معجزة هذا الحفل في أن كل شيء تم على الوجه الأكمل، ليس فقط على مستوى التنفيذ وإنما على مستوى الأفكار، فلدينا حفلا قائما بذاته في متحف الحضارة، ولدينا عرض إضاءة على أعلى مستوى، ولدينا آلاف البشر الذين يشتركون في الحفل وفق تصميم استعراض مبهر، ولدينا مشاهد تسجيلية تتداخل مع كل هذا، ولدينا انضباط فريد بين الصوت الذي يصدح في متحف الحضارة بمصر القديمة والصورة التي تظهر في المتحف المصري بالتحرير، وكل هذا يحدث في تزامن وتجاور فريدين.
عبور غربة الحضارة المصرية القديمة إلى الغرام بترنيمة إيزيس
تلك الرعشة التي أصابت الجميع حينما صدحت أمير سليم بترنيمة إيزيس وسكنت قلوب المصريين إلى الآن تخبرنا ببلاغة ظاهرة أن جينات الحضارة المصرية القديمة مازالت ساكنة في القلوب والعقول، وأنها فقط تحتاج إلى "نوبة صحيان" شديدة التأثير، وفي الحقيقة فإن هذه الغربة المصنوعة كانت من أكبر دعائم سوء الفهم الحاصل تجاه الحضارة المصرية القديمة، فالناس أعداء لما يجهلون، وقد كان الجهل حارسا منيعا لهذه الغربة وسدا عصيا أمام كل من كان يحاول أن يذيب هذه الغربة، فكم من دعوة لتدريس الآثار المصرية في المدارس باءت بالفشل، ومن كان ينادي بتعليم الأطفال مبادئ اللغة المصرية القديمة كان يعد من المارقين الشاذين، وكانت وزارة التربية والتعليم ترفض رفضا قاطعا التعمق في دارسة الفنون المصرية، وقد دعوت ذات مرة هذه الوزارة إلى تدريس تاريخ الفن لطلبة المدراس ليدرك أبناؤنا ما للحضارة المصرية من أفضال على الفن العالمي فقابلت وزارة التربية والتعليم هذه الدعوة بالتجاهل وسوء الفهم، وأذكر أنه منذ أكثر من عشر سنوات نادى الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي بتعليم اللغة المصرية القديمة للأطفال فصارت معركة حامية، أما الآن فالشعب المصري هو من يريد أن يتعلم لغة أجداده، ووزارة التربية والتعليم هي التي أعلنت عن تدريس رموز اللغة المصرية القديمة
عبور خانة الدفاع إلى منطقة الهجوم
منذ عشرات السنين، كانت مصر في الغالب أسيرة لرد الفعل، أسيرة للرد على ما يقال أو ما يفعل، أسيرة للدفاع عن كل شيء، عن تاريخها، عن مصيرها، عن قراراتها، كنا بشكل أو بآخر، ملزمين بتبرير أفعالنا، نجلس بلا حيلة، لنرد الشبهات التي يرددها البعض حول بناء الأهرام الحقيقيين، من يقولون أن اليهود هم البناة، ومن يزعمون أن الفضائيين هم الأصل، نتعرض للسلب والنهب دون حول منا ولا قوة، نتعرض لهجوم الإعلام الغربي حول حالة الأمن أو حالة الاقتصاد أو مدى الاستقرار، والآن نحن من نقدم لهم الصورة كاملة، وما عليهم إلا النقل، أصبحنا مؤمنين بوطننا وتقدمه، بتاريخنا وأصالته، بحضارتنا وتفردها، بفنوننا وجمالها، بأبناء وطننا وكفاءتهم، فقدمنا مشهدا صار علامة على الإتقان، وضربنا كل عصافير الخيبة والتآمر، بحجر الوعي والفهم والوطنية.
لا خير فينا إن لم
كل هذه النقلات الفارقة حدثت في ساعتين أو أقل، لكنها كما قلت حصيلة سبع سنوات من العمل الشاق والحلم الجاد، ولا خير فينا إن لم نتمسك بهذه اللحظة الفارقة، وألا نقبل بألا نتراجع عن هذا المستوى الرقي وهذه الأعمال السامقة، وألا نعود إلى الشك في إمكانياتنا وملكاتنا وقدراتنا، بعدما وصلنا إلى اليقين بأننا "قادرون".