مع روائح رمضان، شهر المحبة والخير والرحمة والمغفرة، تصفو النفوس، وتتعلق ببارئها، ويزيد التلاحم والتقارب، وصلة الأرحام، حيث يجمع هذا الشهر الكريم البعيد بالقريب، ويعيد الترابط والتقارب، وأجواء التجمعات العائلية والأسرية.
ووسط هذه الأجواء الروحانية، المفعمة بالمحبة، تمارس بعض السيدات دورًا عظيمًا على مدار 30 يومًا، دون كلل أو سخط، تلك السيدات اللاتي يقفن لساعات طويلة ممتدة داخل المطبخ، منذ منتصف اليوم، وحتى انطلاق مدفع الإفطار، ثم يلتقطن أنفاسهن بعض الشىء، ليعاودن الوقوف في المطبخ مرة أخرى لتجهيز السحور.
ومع أجواء "لم الشمل العائلي"، وما يتخلله رمضان من "عزومات" تقضي الأمهات والزوجات ساعات طويلة داخل المطبخ، تجهز الأكل بمحبة، دون أن يزعجها الجوع أو التعب، فلا تبالي كل ذلك، فالأهم أن ترى البسمة على الوجوه لدى انطلاق مدفع الإفطار وقد امتدت طاولة الأكل بما لذ وطاب من الخيرات.
تتفنن السيدات في تجهيز أنواع مختلفة كل يوم من الأكل للأبناء والزوج، مهما كلفها ذلك من وقت طويل داخل المطبخ بين أدواتها، ربما تقضي معظم يومها في هذا المكان، وهي راضية بما تفعل، مؤمنة بدورها في اسعاد غيرها.
التحية هنا واجبة، لكل أم تقضي ساعات طويلة من يومها في تجهيز إفطار أسرتها، ولكل زوجة مخلصة اعتادت الايثار بالنفس من أجل سعادة زوجها.
بعضهن يذهبن للعمل، يستيقظن في الصباح الباكر، وفي طريق عودتهن للمنازل يحرصن على شراء طلبات المنازل، وما أن يخلعن ملابس العمل، تبدأ رحلة العمل في المنزل، بتجهيز الإفطار للأسرة، فلا تهدأ ولا تعرف الراحة، فراحتها الحقيقية في إسعاد أسرتها.