للأهداف الشهيرة حكايات لا تنسى من كواليس للاعبين قبل وبعد تسجيلها، وكيف أثرت تلك الأهداف الساحرة المستديرة وظلت محفورة في أذهان كل عشاق كرة القدم، وسوف نرصد لكم طوال شهر رمضان المبارك تقرير يومي بعنوان "حكاية هدف" نستعرض خلاله قصة أحد الأهداف الشهيرة.
فى عام 1986 أقيم كأس العالم فى المكسيك للمرة الثانية، ورغم مشاركة 24 فريقاً بالبطولة، وتسجيل 132 هدفاً طوال أحداثها، إلا أنه لم يكن هناك سوى لاعباً واحداً فقط هو الأبرز بين الجميع، وهدفاً واحداً أيضاً هو الأجمل على الإطلاق، وبالطبع كان اللاعب هو دييجو أرماندو مارادونا، والهدف هو هدفه الأسطورى فى شباك إنجلترا.
المنتخب الأرجنتينى التقى مع نظيره الإنجليزى فى ربع نهائى البطولة، وبعد أن ظلت المباراة لمدة 51 دقيقة بدون أى هدف، سجل مارادونا أكثر هدف أثار الجدل فى تاريخ كرة القدم، حيث سدد الكرة بيده فى الشباك، دون أن يدرى الحكم بما حدث، وخرج بعد المباراة ليطلق تصريحه الشهير بأن "يد الله" هى التى سجلت الهدف.
ولكن بعد 4 دقائق فقط سجل مارادونا أجمل هدف فى تاريخ كرة القدم، والهدف الذى سمى باسمه منذ هذا اليوم، وأطلق عليه أيضاً "هدف القرن"، حيث راوغ 5 لاعبين من المنتخب الإنجليزى، بمن فيهم حارس المرمى، قبل أن يسدد الكرة فى الشباك، ويقود بلاده لنصف النهائى، ومن ثم للمباراة النهائية، حيث تُوج منتخب التانجو باللقب، ونسبت البطولة تاريخياً لمارادونا.
يحكي الأسطورة الراحل مارادونا قصة الهدف في كتابه "أنا دييجو" ويقول: "حانت مواجهة إنجلترا، 22 يونيو 1986، يوم آخر لا ينسى من حياتي أبدا، وهدفان بقيا في الذاكرة، عن الهدف الثاني أتذكر الكثير من الأمور، كلما تخطيت لاعبا إنجليزيا كان يظهر إنجليزي آخر".
ويضيف: "في الحقيقة كان هذا الهدف هو هدف الأحلام، منذ كنت طفلا في قرية فيوريتو كنت أحلم بتسجيل هدف كهذا، لكنه جاء في أفضل مناسبة ممكنة، في كأس العالم، وبقميص الأرجنتين، وفي مباراة نهائية".
ويكمل: "وأنا أراوغ اللاعبين الإنجليز قبل الهدف تذكرت أخي، قبل أقل من 6 أعوام على هذا الهدف، بالتحديد في 13 مايو 1981 خلال مباراة ودية بين الأرجنتين وإنجلترا ايضا، على ملعب ويمبلي، كنت على وشك تسجيل نفس الهدف، كانت هجمة مشابهة للغاية، وبعد فاصل من المراوغات انقض عليّ الحارس فخرجت التسديدة بعيدا عن المرمى، وعاتبني شقيقي آنذاك، قال لي أن الحل الأفضل كان مراوغة الحارس وعدم الاستعجال في التسديد".
ويروي: "كان أخي في السابعة من عمره، لكنه صاحب نظرة ثاقبة، عملت بنصيحته امام إنجلترا ايضا في 86 على ملعب أزتيكا، كانت خطتي أن أتوغل في العمق، ومن ثم سأمرر الى فالدانو المنطلق من اليسار".
ويسرد: "كنت أظن أن المدافع الأخير فينويك سيتقدم وينقض عليّ، وحينها كنت سأعطي الكرة لفالدانو، لكنه انتظر في مكانه حتى اللحظة الأخيرة، لذا قررت مواجهته، وراوغته، لكن الكرة طالت، وقبل أن يحبط الحارس شيلتون الهجمة، راوغته على يمينه كما نصحني أخي، وسجلت".
قبل أن يختتم: "كانت نسخة مكررة من هجمة ويمبلي، والحارس كان على نفس المسافة، لكن القرار الأخير كان مختلفا، الرب ساعدني، جعلني أتذكر ويمبلي وأخي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة