للعام الثانى على التوالى يهل علينا هلال الشهر الكريم بزمن وباء لم ينته بعد، وبما أن شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركات واللمة والعزومات، فعلينا جميعاً الحذر ثم الحذر من التهاون والاستخفاف بهذا الخطر المحيط الذى لا يمنعه شهر رمضان عن الاستمرار بتحوراته وحصده لأرواح الناس بشكل يومى.
وما أسعدها من فرصة عظيمة للانتشار بأجواء وطقوس رمضان، إما بموائد الإفطار والسحور الجماعية وإما بالمساجد وصلوات التراويح والتهجد .
لذا :
أذكر نفسى وإياكم أن شهر رمضان هذا العام لا يختلف عنه بالعام الماضى إلا بحالة حظر التجوال التى كانت قد فرضتها الحكومة آنذاك، لكنها الآن لا تقوى على إعادة الكرة نظراً للحالة الاقتصادية التى لم تعد تحتمل إيقاف الحال من جديد .
فلنحظر أنفسنا بأنفسنا ولنتحمل مسؤولياتنا بإرادتنا دون رقيب سوى ضمائرنا ووفق حسابات العقل والمنطق دون إلزام، فقد اعتدنا وتعودنا على الإجراءات الاحترازية وتعلمنا الدرس جيداً وجنينا ثمار الاستهتار بأقرب الأقربين لدينا .
فالآن، كل منا رقيب على نفسه وأهله والمحيطين به إن كان يرجو لهم ولنفسه السلامة،
فكم من سنوات كثيرة مارسنا بها طقوس الشهر الكريم ولم تكن بحساباتنا تلك الجائحة، لكنه أمر الله الذى علينا تقبله والتأقلم معه كيفما كان دون جزع أو ضجر، لعله سبحانه وتعالى يرفعه عنا عما قريب .
كما أذكركم ونفسى:
أن يعيد كل منا حساباته فيما يخص الصدقات التى اعتاد كل منا إخراجها خاصة بشهر الخير والإحسان
فهناك بحق من هم أولى بالصدقة وأشد حاجة إليها عن غيرهم ممن اعتدنا البحث عنهم،
فمرضى الوباء المستجد وميزانية الدولة المخصصة لإغاثتهم وعلاجهم تستحق الدعم، فليخصص أهل الخير جزء أساسى من صدقاتهم وليس بالضرورة كلها للتبرع لصندوق متضررى كورونا.
وليضع كل منا بحساباته من الزكاة والصدقة أيضاً متضررى الظرف الحالى من العمالة المؤقتة التى فقدت مصدر رزقها، لربما نعاون الدولة فيما منحته إياهم من إعانة قدر استطاعتها لكنها دون شك لا تكفى مستلزمات الحياة.
فلنتحرى جيداً مواطن الصدقات ولنبحث جيداً عن مستحقيها ولنحلق خارج التقليد المعتاد لأننا نمر بظروف غير معتادة.. لعل الله أن يجعل لنا من كل ضيق مخرجا ومن بعد عسر يسر.. وكل عام ونحن ومصرنا وأحبائنا وأهلينا بخير وسلام وصحة وأمان .