"أحلى من اللوز يا فول" جملة نسمعها فى شوارعنا المصرية القديمة، خاصة فى شهر رمضان الكريم، فتجد رجل يسير بعربته الخشبية وعليها قدرة بها كمية كبيرة الفول المدمس، ترى ما هى رحلة هذه القدرة ومن أين خرجت حتى وصلت إلى هذا المكان وبهذا الطعم اللذيذ؟.
منصور صاحب أقدم مستوقد فول في مصر القديمة
فى حى مصر القديمة ووسط شوارعه الضيقة ومبانيه التراثية الجذابة للنظر، تجد أقدم وأخر مستوقد لتسوية الفول فى مصر، فى حارة المرجوشى بالنحاسين، مكان يبلغ عمره مئات السنوات، ملاصق له أقدم وأشهر الحمامات الشعبية فى مصر، تغيرت الكثير من ملامحه تجد بداخله رجل نحيف يعمل بجد وعزيمة رغم حالة الركود التى فرضت نفسها على المكان بسبب جائحة فيروس كورونا.
منصور صاحب أقدم مستوقد فول في مصر القديمة
ناصر محمد عبد الكريم، وشهرته "منصور" رجل ستينى يقول لـ اليوم السابع: أعمل فى تسوية الفول المدمس وبيعه منذ 35 عامًا، كان هذا المكان يسمى بـ"بيت النار" كنا نقوم بتسوية الفول على الفحم والخشب، كانت القدور تدفن فى الفحم، وتغطى حتى الساعات الأولى من الصباح حين يأتى أصحاب القدور فى الساعة الخامسة صباحًا لأخذ القدور ويبدأوا يومهم.
عمل "منصور" فى مستوقدات الفول من صغره وتعلم على يد "كبار أسطوات المهنة" كما قال، مضيفًا: ربيت أولادى وجوزت بنتى من شغلانة الفول، وأولادى مستورين بيشتغلوا معايا ساعات، الحمد لله مافيش صعب، أخدت على الشغل لو يوم قعدت بتعب، أنا بحبها وراضى بها ربنا رزقنى منها و100 فل وتمام وراضى بما يرضى الله".
منصور صاحب أقدم مستوقد فول في مصر القديمة
تابع منصور، "زمان كان لازم يكون ورا كل مستوقد حمام شعبى عشان المية السخنة اللى بتطلع من المستوقد الناس تستحمى بيها، ولسه لحد دلوقتى الحمام جنبنا لكن الناس مش بتستعمل الميه اللى بتخرج من هنا، ده كان زمان".
يسوى "منصور" القدرة على نار هادئة مستخدما الخشب الذى يأتي به من ورش النجارة المجاورة، يقول "أنا بسوى على الخشب عشان ناره هادية عشان الفولة تطلع مستوية وطعمها حلو ويخلي الفول فاتح، لكن المطاعم بتسوى على الغاز، معدش في مستوقدات تانية خلاص خلصت سواء الدرب الأحمر قفل، السكرية، باب البحر، ماعدش غيرنا أدينا بنسوى للناس القدرة بـ20 جنيه بناخد بس ثمن الجاز".
منصور صاحب أقدم مستوقد فول في مصر القديمة
يفتقد الرجل بهجة رمضان فى الزمن الماضى فقال" رمضان زمان كان فيه بهجة، كانت الناس تستنى يوم الرؤية، كان كل واحد ياخد قدرته وعربيته ويجرى كانت العيال الصغيرة تمسك الفوانيس بطلع تلعب لكن دلوقتى خلاص خلصت مافيش بهجة زى زمان".
يستيقظ الرجل مبكرًا فى الخامسة صباحًا ليبدأ عمله، يأتى للمستوقد ويأخذ قدرته وعربيته ويذهب للسوق، يبدأ فى غسيل العربة وترتيبها، وتقطيع السلطة والخبز، ليأتى إليه سكان حى الضاهر، المكان الذى تستقر فيه عربته كل صباح، ليتناولون فطورهم "طبق الفول، البصل، السلطة، الخبز".
منصور صاحب أقدم مستوقد فول في مصر القديمة
يقول منصور" طبق الفول عندنا له طعم تاني، حلو الناس بتحبه، رغم أن الشغل قل بسبب الكورونا لكن أدينا بنرزق، زمان كنت ببيع 25 كيلو فول، دلوقتى بعمل 4 كيلو أو 3 ونص وساعات بشطب وساعات بيرجعوا معايا".
منصور صاحب أقدم مستوقد فول في مصر القديمة
ثم كشف سر خلطة فول العربيات "اللى بيخلى الفول بتاعنا حلو واحنا بتسويه بحط فول مدشوش وعدس، وبعد ما يستوى بنحط عليه الطحينة الزيادة والبتجان والسلطة والبصل والحجات الحلوة اللى بتخلى الطعم حلو، أنا ببيع السندوتس بـ 2 جنيه ونص، وطبق الفول بـ 7 جنيه ونص، وفى رمضان إحنا بنعمل أكياس عشان السحور وبنشطب بدرى وبنروح".
منصور صاحب أقدم مستوقد فول في مصر القديمة
منصور صاحب أقدم مستوقد فول في مصر القديمة
منصور صاحب أقدم مستوقد فول في مصر القديمة
منصور صاحب أقدم مستوقد فول في مصر القديمة
منصور صاحب أقدم مستوقد فول في مصر القديمة