مازال مسلسل "الاختيار2" يوثق لحظات هامة في عمر الوطن، ما بين فئة اختارت الدفاع عن الوطن وصون مقدراته "رجال الشرطة" وفئة أخرى عشقت الدم والقتل والتخريب والتدمير "الجماعة الإرهابية".
خلال لحظات فارقة في عمر الوطن، كان الإرهابيون يحاولون احتلال إشارة رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة في الجيزة، حيث حول الإرهابيون المكانين لوكر تجميع السلاح، بقيادة القيادي الإخواني "محمد كمال" المسئول الأول عن الكيان المسلح، والمتورط في اغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات، ومحاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق واغتيال العقيد وائل طاحون وتفجير عبوة خلف قسم ثان أسيوط، وتشكيل مجموعات مسلحة للقيام بعمليات عدائية ضد مؤسسات الدولة، والمحكوم عليه بالمؤبد في القضيتين 52/2015 و104/81/2016، بالإضافة لعدد من قيادات الجماعة الإرهابية.
قيادات الشر، غسلوا عقول عددًا من الشباب، بعدما أوهموهم بأن الحور العين في انتظارهم بالقتل والسفك والتخريب والتدمير، وعزفوا على أوتار رغبتهم في السماع لمعسول الكلام، والاتجار بالدين، وتحريف نصوص القرآن في غير مواضعها.
الأمر كان في غاية الخطورة داخل اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، وكان لزامًا على الجهات المعنية التحرك، لإنقاذ الوطن من عصابة الشر، الذين صدروا الشباب والأطفال والنساء في الصفوف الأولى، وهربوا من المواجهة.
"ممرات آمنة" و"دعوات بالخروج الآمن" أطلقها رجال الشرطة، وتسلسل في التعامل مع المتواجدين بالاعتصام المسلحة، إلا أن نيران الغدر انطلقت من هذا الاعتصام ليسقط الشهداء، مثل الشهيد "محمد جودة" الذي غيبه الموت بعد 3 سنوات فقط من تخرجه من كلية الشرطة، و"شادي مجدي" الذي ترك طفلته "فريدة" وزوجته ليلقى الله شهيدًا، وغيرهم من الشهداء الأبرار.
الإرهابيون حاولوا تحويل البلاد لفوضى عارمة، فاستغلوا فض الاعتصامين وهاجموا مركز شرطة كرداسة، ليسقط 11 شهيدًا بينهم مأمور المركز "اللواء محمد جبر"، الذي سطر ملحمة بطولية عندما رفض تسليم مبنى المركز للعناصر الإرهابية الذين تجمهروا بمحيطه، تزامناً مع فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة المسلحين.
حين كان المئات يتجمهرون حول مبنى المركز، وآخرين يحملون الأسلحة والذخيرة، والبعض يهتف ضد رجال الشرطة، كان اللواء جبر قد اتخذ قراره بالدفاع عن مقر عمله مهما كلفه ذلك من ثمن، ووسط هذه الأجواء الملتهبة أثناء فض الاعتصامين المسلحين، لم يبالِ أبطال الشرطة بتهديدات المسلحين، ورفضوا مطالبهم بالخروج من المركز وتسليمه لهم، ووقف اللواء محمد جبر مأمور المركز يحث ضباطه على الاستبسال والدفاع عن المبنى لآخر لحظة فى العمر، فى مشهد يعيد للأذهان ملحمة الإسماعيلية سنة 1952، عندما تصدى أبطال الشرطة لقوات الاحتلال الإنجليزى واستبسلوا فى الدفاع عن المبنى.
لم يكن غريباً أن يستشهد اللواء محمد جبر وسط ضباطه، فقد عاش بينهم ومات بينهم، حيث كانوا يعتبرونه بمثابة الأب والقدوة، فهو شديد الالتزام فى عمله، أول من يحضر للمبنى صباحاً وآخر من يغادره، يعطى ضباطه الصغار دروساً عملية فى الالتزام والجدية، والعمل على حفظ الأمن وسلامة واستقرار الوطن.
اللواء محمد جبر النشيط فى عمله كما يصفه زملاؤه، قضى معظم خدمته فى الداخلية بقطاع الأمن العام، وشغل موقع "المأمور" فى ثلاث مراكز فى الجيزة هى "الواحات، ثم أبو النمرس، ثم كرداسة"، وقضى على ظاهرة العصابات المسلحة فى كرداسة بحملات أمنية متكررة، وتم تكريمه لأكثر من مرة، تقديرا لنشاطه الدائم والمستمر، وصدر له قرار بترقيته لرتبة «لواء» ونقله من مركز كرداسة للعمل مساعدا لمدير أمن الجيزة، وتأخر تنفيذ قرار الترقية 24 ساعة بسبب اندلاع أحداث شغب إبان فض اعتصام رابعة، فوقعت المجزرة واستشهد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة