محمد الدسوقى رشدى

السلطان عاوز فتوى شرعية للإفطار فى رمضان

السبت، 17 أبريل 2021 09:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى دفاتر السيرة المصرية حكاية مدهشة، ممكن تزعلك ومؤكد هتصدمك.. لأن أحيانًا من وراء الصدمات بيجى الخير، هى الحدوتة دايمًا كده.. نسمع، نصدق، نصدق أوى، هوب نكتشف الحقيقة.. هوب نتصدم ونبطل نصدق.
 
الحدوتة دى بقى ممكن تلخص لك العلاقة ما بين الناس والشيوخ، أو رجال الدين يعنى، «فى أول السطر أمين وفى آخر السطر مصدومين». 
 
شوف يا عزيزى أنا الحقيقة بيدهشنى اندهاشك من المشايخ ورجال الدين اللى قالولك إمبارح إن هذا حرام لا تقربه، وعملوا خطب، وشرايط كاسيت، وميكرفونات ودروس فى الجوامع وكتب، عشان يقولولك ده حرام متقربش منه، وبعدين هوب فجأة طلع نفس الشيوخ ورجال الدين دول على نفس المنابر وفى نفس الميكرفونات، وفى نفس دروس المساجد يقولولك معلهش أيها المريد فى تغيير بسيط كده، اللى إحنا قلنالك عليه امبارح حرام بقى حلال حلال بلا شك، وتتصدم أنت بقى فى الشيخ فلان اللى قالك على كذا حرام، ثم بعد شوية قالك على نفس الشىء حلال. 
 
الصدمة دى بقى ممكن تكون خير.. وممكن برضه تكون شر، الصدمة فى الشيوخ بتحول بعض الناس لمتطرفين يبيعوا عقولهم لمرشد ويدمروا مجتمعهم، وبتحول ناس تانية إلى مفكرين يشغلوا عقولهم ويفيدوا غيرهم.
 
بص يا سيدى عشان ترتاح، قل ولا تقل.. قل رجال اللعب بالدين ولا تقل رجال الدين، وده طبيعى يتقال لما تلاقى شيخ فى مصر كان بيقولك الديمقراطية والأحزاب كفر، وبعد 25 يناير لقى البلية بتلعب وممكن يدخل انتخابات ويحكم فقالك لأ الديمقراطية والأحزاب حلال حلال.. أو شيخ فى السعودية كان بيقولك الموسيقى حرام.. وبعد شوية تغيرات سياسية قالك لأ دى حلال ونص.. المدهش بقى فى الحدوتة دى إن الموضوع طلع من زمان أوى.. حتى اسألوا السلطان أبو المعالى؟!.. مين بقى أبو المعالى.. وإيه علاقته بأكاذيب الشيوخ؟!
 
السلطان أبو المعالى عنده دليل قديم على أنه الشيوخ بيحبوا يلعبوا بالدين عشان يحققوا مصالحهم، والسلطان أبو المعالى ده كان واحدا من المماليك اللى حكموا مصر، وفى يوم من الأيام واضح إنه مكنش متغطى كويس وهو نايم.. فصحى من النوم متعصب وقرر أن المنادى ينادى فى الشيوخ ورجال الدين السلطان يريدكم لأمر مهم. 
 
اتلم المشايخ وانعقد المجلس، والكل قاعد يهمهم مع التانى وقلقان بسبب الاستدعاء السلطانى المفاجئ، يا ترى عاوز إيه؟! يا ترى فى إيه ؟!، دخل عليهم السلطان أبو المعالى وكان مزاجه مش ولا بد لدرجة أنه متكلمش ولا كلمة واللى اتكلم كان الوزير «منجك»، وقال للشيوخ صلوا بينا على النبى، السلطان دلوقت مزاجه مش كويس وعاوز منكم فتوى شرعية تجيز له الإفطار فى شهر رمضان ومحدش هيخرج من هنا إلا لما الفتوى دى تطلع. 
 
الشيوخ اللى قاعدين فجأة وكأن القطة أكلت لسانهم ولا كلمة، لحظات صمت وهمهمات، وش السلطان احمر وبدأ يغضب بسبب صمت الشيوخ.. فجأة اتكلم واحد وقال: ما فيش حل وفجأة قال التانى، إن أراد مولاى أن يفطر فليفعل دون فتوى شرعية.
 
الوزير سكت المشايخ، والسلطان مش عاجبه ولا رد من دول، وراسه وألف سيف إنه يفطر رمضان بس بفتوى شرعية، فجأة ومن بعيد شيخ مشهور بالآلاعيب نادى على السلطان وقاله أنا عندى الحل.. وجدتها، وجدتها وراح قايل: يا مولاى السلطان الشرع أجاز لمن كان على سفر أن يفطر فى رمضان، لذا فلنعلن فى البلاد أن السلطان سيقوم برحلة إلى سواحل دمياط والإسكندرية ورشيد لتفقد القلاع والحصون وأحوال الرعية، وبالتالى يصبح الإفطار جائزًا، الفكرة عجبت السلطان أبو المعالى.. فكرة شياطين بصحيح وفرح الشيح بالهدايا وفرح السلطان بالفتوى الشرعية، ومن يومها وإحنا بنعيش أسرى الشيوخ اللى من النوع ده، اللى يحبوا يلعبوا بالدين، بنعيش أكاذيبهم وصدماتهم، بس الشاطر فينا اللى يترجم الصدمات دى لصالح العقل وتشغيل الدماغ. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة