ابنى حبيبى يا نور عينى بيضربوا بيك المثل "وراء كل شهيد أم عظيمة"، فالأم هي التي ربت وهى التي علمت وهى التي غرست روح الوطنية والانتماء في كل شهيد من شهداء الوطن، خاصة شهدائنا الذين ضحوا بالغالى والنفيس، وقدموا أرواحهم الطاهرة فداءً لمصر وشعبها في الآونة الأخيرة، وفى ظل الأحداث السياسية التي مرت بها مصر خلال العشر سنوات الماضية، تشابهت قصصهم جميعا فلا أحد إلا وشهد لهم بالأدب والاحترام وحب الوطن والتصارع إلى التضحية والفداء من أجل وطنهم مصر، ومع حلول شهر رمضان المعظم يجب أن نتذكر هؤلاء الشهداء وأيضا نتذكر الأم التي صنعت هذا الشهيد.
ويستعرض "اليوم السابع" ذكريات أمهات وأسر 30 شهيدا وشهيد من شهداء الواجب الوطنى خلال شهر رمضان المبارك، تخليدا لذكراهم وتكريما لأسرهم.
" كان كاتب كتابه وكنت بجهز ليه شقته وبفرشها عشان لما يرجع إجازة من العريش يتجوز على طول، آخر مرة شوفته فيها وأنا بوصله وهو مسافر، وقالى أنا مش هتجوز عشان أنتى هتبقى أم الشهيد، وأول ما أخوه دخل عليا قولتله أخوك استشهد"، بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد باسم فاروق، شهيد الواجب الوطنى في أحداث قسم ثالث العريش، والذى كان دائم التعرض لهجمات العناصر التكفيرية الإرهابية في شمال سيناء، خاصة عقب فض اعتصامى ميدان النهضة في الجيزة وميدان رابعة العدوية في مدينة نصر.
وأضافت والدة الشهيد، أنها وقت الهجوم على قسم ثالث العريش من قبل العناصر التكفيرية وإصابة ابنها، شعرت بإصابته وكأنها هي التي أصيبت، موضحة أنها شعرت بألم شديد في نفس مكان دخول وخروج الرصاصة في نجلها الشهيد، مضيفة أنها أيضا جاءها صوت ينادى عليها ويقول " باسم مات"، حتى دخل عليها ابنها الأصغر، لافتة إلى أنه قبل أن يخبرها بخبر أستشهاد أبنها الأكبر قالت له " أخوك أستشهد صح ".
واستكملت والدة الشهيد، أنها قبل استشهاد أبنها بيوم واحد، اتصلت عليه للاطمئنان على أحواله في هذه البؤرة ملتهبة الأحداث، مضيفة أنه قال لها خلال المكالمة أنه يقرأ القرآن في ذلك الوقت، طالبا منها عدم الاتصال عليه مرة آخري حتى يستطيع استكمال الجزء الذى يقرأه، موضحة أنه بعدها تم استهدافه من قبل قناص من العناصر التكفيرية في سيناء، أصابه إصابة مباشرة بطلقة اخترقت رئته أودت بحياته في الحال.
وعن ذكرياتها مع الشهيد في رمضان، قالت والدة الشهيد إن نجلها كان دائم تلاوة القرآن خلال الشهر الكريم، مضيفة أنه كان يحب لمة العيلة، موضحة أن أخر رمضان قضاه معهم قبل استشهاده كان لديه فيه كل يوم قصة طريفة، وكأنه كان شاعر أنه آخر رمضان سيقضيه مع اسرته، لافتة إلى أنه كان أيضا دائم التأكد خلال أخر أجازه له أنه سوف يستشهد، وأنه لن يتم زواجه في الدنيا.
ووجهت والدة الشهيد رسالة لأبنها، متمنية أن يكون رمضانه في الجنة مع النبيين والصدقين والأبرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة