ليس هناك مثل الخوف فى تدمير الحياة، وليس هناك مثل الحزن فى موت القلب، إنهما شعوران يسرقان من الإنسان ما تبقى له من إحساس، ينهبان منه ما تبقى من رغبة، ويتركانه محطما.
عندما نقرأ فى كتاب الله سبحانه وتعالى فى أكثر من موضع قوله "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" نعرف أن القرآن يحذرنا من هذين الشعورين، يقول لنا إن وجودهما خطر يهدد كل شيء، يقول لنا إن عدم وجودهما نعمة كبرى يمن بها الله على المتقفين والمؤمنين والمنفقين والساعين لصلاح قلوبهم، وذلك لأن عدم وجود الخوف والحزن يعنى وجود الأمان والفرح.
نعم، فى حياتنا يمكن بسهولة مراقبة اللحظات التى نشعر فيها بالخوف، إننا نفقد إنسانيتنا نفقد الرغبة والشغف ونصير عرضة للهواجس، فالخوف يرتبط بتوقع الأسوأ، والتوقع يرتبط بالمستقبل، بالتالى فالخوف يعنى أن القادم مثقل بالألم والضياع.
أما الحزن، فإنه يطفئ القلب ويكسر النفس ويعيد صياغة الحياة بألوان قاتمة، وعلى الرغم من كون الحزن عادة مرتبط بالماضى، ويدور حول ما وقع من أحداث لا يزال أثرها هو المتحكم فى كل شيء، ولكنه أيضا يرتبط بالمستقبل، بصورة أو بأخرى، لا يجعلنا نرى النور المنتشر فى أرجاء نفوسنا.
بالطبع لا مانع فى قليل من الخوف يجعلنا تشعر بنعمة الأمان، ولا مانع فى قليل من الحزن نتخلص منه بالفرح، ولكن علينا الحذر.