يعتبر شهر رمضان من شهور الرواج الفنى منذ سنوات بعيدة، فالشهر الكريم غالبًا ما يكون هو الموسم الدرامي خلال العام، إلا أنه خلال القرن الماضي كان أكثر ارتباطًا بنوع آخر من الفنون وهي فوازير رمضان التى شهدت انتقالة كبيرة من خلال "أم كلثوم" الاستعراض كما لقبها الكاتب الكبير أنيس منصور، نيللى، حتى أصبحت الفوازير طقسًا رمضانيًا لا يمكن التخلى عنه أو تصور رمضان بدونه، وهو ما تراجع حاليًا.
نيللى في فوازير رمضان
فوازير رمضان، اعتمدت على تقديم الفنون الاستعراضية المختلفة، وهو ما يتطلب فنانًا شاملًا يجمع بين الرقص والغناء والتمثيل، حتى يتمكن من أداء دوره بشكل متقن، وهو ما جذب المشاهد العربي إلى الفوازير، التى كانت تقدم المعلومة وسط حالة من البهجة والفكاهة.
وحققت فوازير نيللى نجاحًا كبيرًا ليس في مصر وحدها، بل امتد نجاحها في كل الوطن العربي، حتى ارتبط اسم نيللى بالفوازير الرمضانية التى قدمتها منذ عام 1975 وحتى عام وحتى 1981، ثم توقفت لتعود مرة أخرى إلى الفوازير أعوام 1990 و1991 و1995 و1996.
قدمت نيللى فوازير "صورة وفزورتين"، و"صورة و3 فوازير"، و"صورة و30 فزورة"، و"أنا وإنت فزورة"، و"عروستي" ثم "الخاطبة"، وفي عام 1990 قدمت نيللي فوازير "عالم ورق"، وفي العام التالي "عجايب صندوق الدنيا"، ثم "أم العريف"، وفي عام 1995 قدمت نيللي فوازير "الدنيا لعبة"، وفي عام 1996 قدمت آخر أعمالها فى الفوازير "زي النهاردة".
نيللى في الخطبة
وكشفت نيللى في تصريرحات سابقة عن بعض كواليس تصويرها لفوازير رمضان مع المخرج الكبير فهمى عبد الحميد، حيث قالت إن اللقطة التى يراها الجمهور في 15 ثانية كانت تحتاج إلى عمل شاق قد يمتد إلى 8 ساعات وأكثر، فلم يكن بنفس السهولة التى كان يراها الجمهور.
وأشارت إلى أن بداية عملها في الفوازير اضطرتها لخفض وزنها 5 كيلو جرام، حتى تتمكن من أداء الاستعراضات بخفة أكثر، لافتة إلى أن الفزورة التى كانت تعرض على الشاشة لمدة 10 دقائق هى مدة الحلقة، كان يستغرق تصويرها يوم كامل وأكثر.
وأكدت نيللى أن كواليس التصوير كانت مليئة بالمواقف المضحكة، وكان أبرزها سقوط ديكور كامل عليها لتبقي تحت الأنقاض على حد تعبيرها، حتى تمكنوا من رفع الديكور عنها، وذكرت أيضًا أنه خلال تصوير إحدى حلقات الفوازير تعرض شعرها للحرق.
نيللى في فوازير الخاطبة
واعتمدت فوازير نيللى على عدد من الخدع الإلكترونية والسينمائية المتطورة، التى لم تكن معروفة في ذلك الوقت، والتى قال عنها مخرج العمل فهمي عبد الحميد، إنه تمكن من إخراج خدع لم تكن موجودة ولم يعرفها التليفزيون بعد، فاللقطة التى تمر على الشاشة في 9 ثوان كانت تستغرق ربما 10 ساعات عمل، مؤكدًا أن إمكانات نيللى الفنية والاستعراضية ساعدته كثيرًا في تنفيذ هذه الخدع أيضًا.
وكانت فوازير رمضان ضمن خطط إنتاج التليفزيون المصري الثابتة خلال هذه الفترة، فلم يكن هناك قنوات خاصة كما هو الحال الآن، وكشف "فهمي" في حوار سابق أنه التصوير كان يستغرق 4 أشهر يصلوا فيهم الليل بالنهار، بالإضافة إلى 3 أشهر قبل ذلك لكتابة الفوازير.