مازالت أزمة تدفق المهاجرين، على الحدود الأمريكية ـ المكسيكية تتسبب في انتقادات لتعامل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع ملف المهاجرين، والذي يختلف بشكل جذري مع الآلية، التي كان يتبعها الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي استهل ولايته بمشروع بناء جدار المكسيك الشهير.
وأثارت سياسات بايدن، التي تقوم علي فتح أبواب الهجرة دون قيود انتقادات واسعة من قبل رموز في الحزبين الديمقراطي والجمهوري علي حد سواء، بسبب حالة التوتر والاضطرابات، التي باتت تشهدها العديد من الولايات الحدودية بحسب تقرير نشرته شبكة فوكس نيوز الأمريكية.
رسم أحد المبلغين عن المخالفات، صورة للأوضاع على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك في مقابلة مع فوكس نيوز. ووفقا للتقرير، يشعر المسئولين في وزارة الأمن الداخلي وضباط إنفاذ القانون الفيدراليون المتمركزين على طول الحدود المكسيكية بالإحباط من الظروف الخطيرة والإهمال داخل مراكز معالجة المهاجرين، وهم بحاجة إلى تدخل سلطات واشنطن.
وقال مسؤول وزارة الأمن الداخلي، إنه ليس هناك الكثير من التفاؤل بأن الأمور ستتحسن في أي وقت قريب، وأشار الى إنه يشعر بالإحباط من سياسات الحدود المفتوحة لإدارة بايدن موضحا السبب، حيث قال: "لأنني أعتقد أن السياسات نُفذت بطريقة غير مسؤولة وأعتقد أنها لا تملك أي إحساس بالواقعية".
وأضاف: "الأشخاص الذين نفذوها ، لأنهم ليسوا هنا ولم يكونوا هنا ، ليس لديهم خلفية مهمة في تطبيق القانون .. هذا كل شيء حتى تنتهي من هذه المهمة ، أو يكون لديك بالفعل بعض التعليقات من الأشخاص الذين لديهم ، فأنت لست مجهزًا جيدًا للتعامل".
وأوضح مراسل فوكس نيوز، أن مخيمات المهاجرين كانت مزدحمة وغير إنسانية، مشيرا الي أن القلق الأكبر بين الموظفين والمراقبين هو صحة الأطفال المهاجرين ، الذين غالبًا ما سافروا لمسافات طويلة بمفردهم، وهم الآن متكدسين داخل الخيام مع مئات آخرين.
وقال: "عملاء حرس الحدود يقولون إنهم يشعرون أنهم المحطة الأخيرة في عملية التهريب، وهم غاضبون من سياسات بايدن الحدودية".
وفي نفس السياق، صرح قائد شرطة مقاطعة كيني بولاية تكساس: إن موجة المهاجرين والمهربين التي وصفها بالـ "غير المسبوقة" تغرق عمال الأمن في الولاية.
قال براد كو قائد الشرطة في تكساس، وهي ولاية على الحدود مع المكسيك، تشهد عدد من المشكلات منذ بدء أزمة تدفق المهاجرين، أنه عمل لمدة تزيد عن 35 عام في المقاطعة، وما يراه الآن لم يشاهده من قبل، قائلا: "في الوقت الحالي ، نشهد شيئًا غير مسبوق ونشهد عددًا كبيرًا من عمليات تهريب البشر والاتجار بالبشر".
وكشف كو خلال حديثة، أن القوات التابعة له ضبطت مساء أمس 4 حوادث تهريب بشري خلال الفترة بين الساعة الواحدة والساعة الرابعة صباحا، وقال: " لدي ستة نواب لتغطية 1300 ميل مربع، لذا فإن ما يحدث بجعل نوابي يعملون لوقت إضافي .. لا يمكننا تحمل هذا".
ووفقا للتقرير، شهدت المنطقة أضرار كبيرة في الممتلكات بلغت ما يقرب من 100 ألف دولار خلال الأسبوعين الماضيين، حيث تقوم مجموعات كبيرة من الأجانب بقطع الأسوار في الممتلكات الخاصة، والمشي عبرها وكأنهم يمتلكون المكان.
وفي وقت سابق، طالب مارك برنوفيتش المدعي العام في أريزونا الأمريكية الحاكم دوج دوسي بإعلان حالة الطوارئ استجابة لأزمة المهاجرين المتزايدة على الحدود الجنوبية مع المكسيك، حيث تتطلع الولاية لنشر الحرس الوطني للتعامل مع الأمر.
قال برنوفيتش، في رسالة إلى زميله الجمهوري: "إن عكس الاتجاهات المدمرة على الحدود يتطلب فرض سيادة القانون ومحاسبة الحكومة الفيدرالية" ، وحث حكومة الولاية على التحرك "بسرعة"، داعيا لإعلان حالة الطوارئ لمعالجة أزمة الحدود والاتجار بالبشر والمخدرات التي ستستمر في التدفق منها.
كانت الولايات الحدودية، مثل أريزونا تواجه الأزمة ، التي شهدت أكثر من 172 ألف مهاجر في مارس وحده - وهي مؤشرات على أن الزيادة هذا العام سوف تتفوق على عام 2019.
وقالت شبكة سى بى إس نيوز، فى وقت سابق: إن السجلات التى راجعتها أظهرت أن الحكومة الأمريكية لديها حوالى 15500 مهاجر قاصر غير مصحوبين بذويهم محتجزين فى الولايات المتحدة.
ويقضى الأطفال المهاجرين، غير المصحوبين بذويهم، 136 ساعة فى المتوسط فى عهدة هيئة الجمارك وحماية الحدود، بما يتجاوز الحد الزمنى القانونى البالغ 72 ساعة.
يذكر أن وزارة الأمن الداخلى، دعت فى وقت سابق فى بيان صادر عنها الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ إلى دعم الجهود الحكومية خلال الـ90 يومًا القادمة لاستقبال وإيواء ونقل الأطفال غير المصحوبين بذويهم، الذين يقومون برحلة خطرة إلى الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة.
