تمثل لقاحات فيروس كورونا بارقة الأمل في نهاية الوباء، وفي ظل زيادة الإصابات في الموجة الثالثة من كورونا يجب الاهتمام بتقوية المناعة وزيادة فاعلية اللقاحات، ومن أفضل الطرق لذلك أن تكون نشيطًا بدنيًا، حيث أثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة تزيد فاعلية اللقاحات وتقوى المناعة بصفة عامة، وذلك بحسب ما نشر موقعي "دايلي ميرور" و "the conversation".
وفقاً للدراسات فإن النشاط البدني هو أحد أكثر الطرق فعالية للوقاية من الأمراض المزمنة، إلى جانب النظام الغذائي والإقلاع عن التدخين، حيث أكدت دراسة الدراسات أن الخمول البدني مسؤول عن أكثر من خمسة ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام.
وكشفت دراسة جديدة أن النشاط البدني المنتظم يقوي جهاز المناعة البشري، ويقلل من خطر الإصابة بالمرض والوفاة من الأمراض المعدية بأكثر من الثلث ويزيد بشكل كبير من فعالية حملات التطعيم.
وقام الباحثون بجمع ومراجعة جميع الأدلة المتاحة المتعلقة بتأثير النشاط البدني على خطر الإصابة بالمرض والوفاة من الأمراض المعدية مثل الالتهاب الرئوي - وهو سبب متكرر للوفاة من كورونا - على أداء جهاز المناعة وعلى نتيجة التطعيم.
وجد الباحثون أدلة عبر مراجعة 6 دراسات شملت أكثر من نصف مليون مشارك أن تلبية الإرشادات الموصى بها للنشاط البدني - 30 دقيقة من النشاط، خمسة أيام في الأسبوع - يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المعدية والوفاة بنسبة 37٪.
وفى دراسة جديدة أخرى أجريت في الولايات المتحدة وجد الباحثون أيضًا أدلة موثوقة على أن النشاط البدني المنتظم يقوي جهاز المناعة البشري عبر 35 تجربة ذات شواهد مستقلة، حيث أدى النشاط البدني المنتظم إلى مستويات مرتفعة من الجلوبولين المناعي للأجسام المضادة IgA، ويغطي هذا الجسم المضاد الغشاء المخاطي لرئتينا وأجزاء أخرى من أجسامنا حيث يمكن أن تدخل الفيروسات والبكتيريا.
ويؤدي النشاط البدني المنتظم أيضًا إلى زيادة عدد خلايا CD4 + T المسؤولة عن تنبيه الجهاز المناعي للهجوم وتنظيم استجابته.
وفي الدراسة وجد الباحثون أن اللقاحات تبدو أكثر فعالية إذا تم إعطاؤها بعد برنامج للنشاط البدني، يكون الشخص النشط أكثر عرضة بنسبة 50٪ للحصول على عدد أكبر من الأجسام المضادة بعد اللقاح مقارنة بشخص غير نشط.
كيف يحمى النشاط البدني من الأمراض؟
هناك ثلاث أسباب تجعل النشاط البدني دواءً فعالاً ضد الأمراض المعدية:
أولاً : يحمي من عوامل الخطر للعدوى الشديدة والقاتلة الأشخاص النشطون بدنيًا أقل عرضة للإصابة بالسمنة والسكري وأمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.
ثانياً: يقلل النشاط البدني أيضًا من الإجهاد والالتهابات المزمنة، مما يقلل بدوره من احتمالية الإصابة بالعدوى الضارة.
ثالثاً يكون نظام المناعة لدينا أقوى إذا كنا نشيطين بدنيًا فلا شك أن النشاط البدني وسيلة مهمة لجعل الناس أقل عرضة للأمراض المعدية والأوبئة في المستقبل.