فى محل صغير يتواجد الحرفى بجانب حجر كبير على شكل دائرى وتحيطه مجموعة من السكاكين المعلقة على الحوائط لتبين أن ذلك المكان معد لسن تلك السكاكين بالطرق اليدوية وأن صاحب المكان آخر الحرفيين فى تلك الصنعة التى قاربت على الاندثار مع التراجع عن سن السكاكين فى الوقت الحالى وشراء الجديد.
منذ صغره تعلم تلك الصنعة على يد والده لتستمر معه فى الكبر وتتحول إلى مصدر رزق يوفر متطلباته اليومية، فمنذ أكثر من 25 عاما عمل الصانع فى تلك الحرفة لتصبح ملازمة له رغم ضعف الإقبال عليها مقارنة بالأوقات السابقة التى كانت مزدهرة فيها، فتذهب ربات البيوت إلى المسن لسن السكاكين وكذلك العاملين بالجزارة لسن أدوات الجزارة بشكل مستمر.
ومن الشارع للمحل استقر أصحاب تلك الحرفة، حيث كان يجوب صانعها فى أوقات سابقة بالشوارع لسن السكاكين يدويًا ومع الوقت استقر أصحابها فى محلات ينتظرون الزبائن لسن السكاكين والمقصات وأدوات الزراعة التى تحتاج إلى السن، وكذلك النجارين والحلاقين الذين يحتاجون إلى سن بعض أدواتهم.
وقال محمد عابدين، حرفى سن سكاكين بقنا، إنه يعمل فى سن السكاكين منذ 25 عاما بعد تعلمها على يد والده فى الصغر وإتقانها، حيث يقبل الجزارين على محله الصغير لسن السكاكين بالمدينة والقرى المجاورة لها، ورغم صعوبات تلك المهنة والمخاطر التى تتمثل فى جرح اليد وقرحة العين التى تستمر لأكثر من 3 أيام فى وقت الإصابة.
وأوضح محمد عابدين، أقدم عامل فى حرفة سن السكاكين، أن الأدوات المستخدمة فى السن حجر الرمل وحجر التنعيم وأسطوانات سن، لافتًا أنه يسافر إلى الفيوم لشراء حجر التنعيم ويكلفه ذلك الكثير من الوقت والمال ولكن حرصه على الحفاظ على المهنة التى قاربت على الاندثار جعله متمسك بالاستمرار داخل محله الصغير لاستقبال زبائنه لأكثر من 25 عاما.
ولفت محمد عابدين، أن الأدوات التى تصلح للسن هى السكاكين والمقص وكذلك أدوات الزراعة والنجارة وبعض أدوات الحلاقة وأدوات الجزارة مثل الساطور وسكين التقطع، مشيرًا أن الوقت المستغرق لسن السكين الواحدة يتراوح من 10 دقائق إلى 15 دقيقة لكى تخرج بالشكل المطلوب الذى يرضى عنه الزبون، وكذلك العمل بالحجر يتصل بالكهرباء ولكن فى الأوقات السابقة كان العمل يدويًا خالصًا لعدم وجود كهرباء فى كل الأماكن.
وأكد محمد عابدين، حرفى سن السكاكين، أن الإقبال على الحرفة اختلف عن السابق، فقديمًا كان الإقبال متزايد على سن السكاكين وفى الوقت الحالى تراجع الإقبال وذلك لوجود السكاكين رخيصة الثمن التى تغزو الأسواق، فربة المنزل بدلًا من سن السكين تقوم بشراء أخرى جديدة وكذلك إقبال الجزارين تراجع، مضيفًا أن منذ سنوات كان يجوب حرفى السكاكين الشوارع لسن السكاكين والمقصات ولكن فى الوقت الحالى إندثر هذا الفعل وأصبح العمل يقتصر على المحل فقط بالإضافة إلى بيع أدوات الجزارة والسكاكين بأنواعها فى المحل.
مراسل-اليوم-السابع-مع-الصانع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة