يعرف عن التزامه وإجادته للأحكام، ويتميز بصوته العذب الأخاذ الذى سرعان ما يترك بصمته لدى مصافحة آذان المستمعين، مذكرهم بجيل من العباقرة الأوائل في دولة التلاوة، الذين يتأثر بهم – على حد قوله وتأكيده مرارًا – أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ أبو العينين شعيشع.
فى سلسلة إحياء دولة التلاوة، بحثنا عن أحد شباب دولة التلاوة ليتحدث عن رأيه ومقترحات أبناء جيله من قراء القرآن الكريم، لإحياء دولة التلاوة كما كانت على عهد "مشايخهم"، فرحب الشيخ ياسر الشرقاوى، بالفكرة مؤكدًا أنه يسعى بالفعل في هذه الفترة لتحقيق الفكرة، حيث يقوم هو ومجموعة أخرى بانتقاء وتدريب بعض البراعم من قراء القرآن الكريم، الذين يمتلكون الموهبة الحقيقة، قائلاً: "نتوقع منهم إن شاء الله بعد استكمال تدريباتهم أن يكونوا نموذجًا حيًا للانضباط فى التلاوة مع الاحتفاظ بشخصياتهم وإبداعاتهم الفردية، ونواة حقيقية لجيل منضبط في التلاوة ".
يضيف الشيخ ياسر الشرقاوى: "لطالما كانت لدولة التلاوة المصرية الريادة على مستوى العالم الإسلامى، ففى الحقب الماضية وفى وجود كبار القراء، كان القراء فى الدول الإسلامية يقتدون بهم ويسيرون على دربهم، وحتى الآن فإنهم يعتبرون القراء المصريين أئمتهم فى تلاوة القرآن الكريم".
يستكمل الشرقاوى حديثه عن أهمية دولة التلاوة في مصر قائلاً: "يقع على عاتق القراء المصريين مسئولية كبيرة قد لا يدركها البعض، فلا شك أن التفريط فى أحكام التلاوة و الانضباط وعدم الالتفات لمعانى الآيات ينعكس على تلاوات الجيل الجديد من القراء فى مصر وبالتالى على تلاوات القراء فى أنحاء العالم الإسلامي".
ويؤكد القارئ الشاب ياسر الشرقاوى، أهمية التزام قراء القرآن الكريم في مصر بالأحكام والتجويد والتلاوة الصحيحة لما قد ينعكس على العالم الإسلامي أجمع، قائلاً: "يجب أن نتحرى الالتزام بالقواعد القويمة لتلاوة القرآن الكريم و آدابها كما تعلمناها من مشايخنا الكبار وتقديم نموذج ملتزم منضبط على الوجه الأمثل".
واختتم الشيخ ياسر الشرقاوى، قائلاً: "يجب أيضًا ألا نحصر الانضباط على الطريقة، فالانضباط شئ أساسى، أما الطريقة مختلفة باختلاف القارئ، والخلط بينهما يقودنا إلى صنع نسخ مكررة من القارئ الأول، وهذا ما يؤدى إلى القضاء على الإبداع و الحرمان من الاستماع إلى تلاوات تنم عن شخصيات القراء أنفسهم ويبعدنا عن فكرة التنوع و التميز التى خلقها الله فينا".