أكرم القصاص

الخوف الحقيقى والافتراضى من كورونا

الخميس، 29 أبريل 2021 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل الدلائل والمؤشرات والأرقام تؤكد ارتفاع الإصابات بفيروس  «كوفيد - 19»، لكن الواقع أن تعامل الكثيرين مع الفيروس يتسم بالافتراضية، ويبتعد عن الواقع.. بعض الخبراء ينشغلون بالبحث عن إحصائيات حقيقية غير عابئين بارتفاع واضح للإصابات، المناقشات الدائرة تتعلق بمحاولة التوصل إلى الأرقام الحقيقية للإصابات والوفيات، باعتبار أن هذا سيكون نوعا من الوضوح، بالرغم من أن الإصابات واضح أنها مرتفعة وأننا وسط موجة متوحشة من الفيروس، تتجاوز فى انتشارها وخطورتها الموجات السابقة. 
بالمناسبة فإن اللجنة العلمية الخاصة بكورونا ووزارة الصحة توقعت أن ترتفع الإصابات فى شهور مارس إبريل ومايو، فإن الأمر لم يفرق كثيرا، بل إن هناك تجمعات مستمرة للإفطار والسحور، وزيارات وتجمعات، والأسواق الجماعية بدأت استعدادا للعيد، وبمناسبة أعياد القيامة وشم النسيم، بما يعنى أن هناك بيئة خصبة لانتشار الفيروس، مثلما حدث فى رمضان من العام الماضى والذى تبعته موجة إصابات مرتفعة ووفيات. 
الأمر نفسه يتكرر نسخة ثانية، وحتى قبل رمضان فقد تواصل التزاحم فى مقاهى ومطاعم ومناسبات، مع غياب شبه تام للإجراءات الاحترازية.. وكأن الفيروس رحل بنفسه، وكل ما يجرى هو أن «كل الناس فى الشارع وعلى المقاهى ويكتبون على صفحاتهم صارخين أن كل الناس فى الشارع»، وكأن كل واحد يعتقد أنه بعيد عن الفيروس، وينصح الآخرين، مع أن التجربة تؤكد أن الإصابات لا تستثنى أحدا وأن تكرار الإصابة وارد، وأن الحل فى التزام الإجراءات من تباعد وكمامة، وتلقى اللقاح، وذلك لتقليل الأعراض والأخطار الناجمة عن الفيروس وتأثيراته على الجهاز التنفسى. 
وبصراحة فإن الاحتراز والالتزام لا يظهر إلا على مواقع التواصل وفى البوستات والتويتات، بينما الشارع لا يعبر عن هذا، فالكلام أسهل، والملتزمون هم من يدفعون ثمن إهمال المهملين، ثم إن البعض يشغل باله فى البرهنة على أن الأرقام الحقيقية أكبر من المعلنة، وهو أمر وارد جدا وظاهر ويرتبط بعملية التسجيل، واحتساب من يذهبون إلى المستشفيات وتتأكد إصابتهم. 
الظاهر أن الإصابات تتزايد والفيروس ينتشر، وربما تكون الحالة عندنا متوسطة، لكن هذا لا يعنى أن الأمر قد يستمر هكذا، فى ظل ارتفاع وتسارع الإصابات وانهيار الأنظمة الصحية فى دول أخرى، مع تراجع فى الدول التى لقحت أعدادا كبيرة من المواطنين مثل أمريكا وبريطانيا، هذا يعنى أن اللقاح له تأثير كبير، وأن الحل هو تلقيح أكبر عدد من المواطنين، لأنه السبيل الأهم فى مواجهة الفيروس، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية. 
الحكومة قررت منع أى احتفالات أو فعاليات جماهيرية وهددت بغلق المولات والمقاهى المخالفة خلال أعياد القيامة وشم النسيم، مع استمرار فتح مراكز اللقاحات، للتوسع فى عمليات تطعيم المواطنين بهذه اللقاحات، وقد ازدحم «فيس بوك» بصور ناس حصلوا على اللقاح، وقالوا إن الأمر بسيط والمراكز منظمة، صور من تلقوا اللقاح تشجع غيرهم على كسر حالة التردد تجاه اللقاحات والمخاوف من آثارها الجانبية.
كل هذه الإجراءات مهمة لكنها لا تطبق بنفس الحسم من كل الجهات، هناك مقاهٍ ومطاعم وأماكن كثيرة لا تلتزم بالإجراءات، والبعض يطالب بفرض حظر تجول شامل لمواجهة موجة هى الأكثر شراسة منذ بداية الفيروس، بالطبع فإن الدولة قد تضطر لاتخاذ إجراءات أشد فى حال خروج الأمور عن السيطرة، لكن الواضح أن الكثير من المستشفيات أصبحت مزدحمة وأسرة الرعاية تتقلص، بما يشير إلى ارتفاع الإصابات، وهناك حالة من التساهل تثير الدهشة، لأن البعض يرى أن الأرقام التى تنشرها وزارة الصحة تقلل من قلق الناس، وأن على الدولة أن تصنع تخويفا إضافيا حقيقيا أو افتراضيا.  
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة