يدلى الرئيس الأمريكى جو بايدن بأول خطاب رئاسى له أمام الكونجرس بالتزامن مع مرور أول 100 يوم على وصوله للبيت الأبيض، حيث يتحدث أمام المشرعين من مجلسى "النواب" و"الشيوخ"، فى كونجرس منقسم بشدة ودولة منهكة بينما يسعى إلى إعادة تشكيل الحكومة والاقتصاد في أعقاب وباء مدمر.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن بايدن سيروج فى خطابه لجهود إدارته فى مواجهة الأزمات الصحية والاقتصادية التي طغت على الولايات المتحدة في بعض الأحيان ، حيث أسفر الوباء عن حصد أرواح أكثر من 570 ألف شخص وتقلب سوق العمل وتوقف سبل الترفيه والتعليم في جميع أنحاء البلاد.
ورغم أن بايدن تعهد فى حملته الانتخابية لمنصب الرئيس بقيادة معركة يتعاون فيها الحزبان الديمقراطى والجمهورى ضد فيروس كورونا ، إلا أنه فشل في الفوز بدعم جمهوري واحد عندما دفع بخطة الإغاثة المقدرة بـ 1.9 تريليون دولار للبدء في عكس الدمار الاقتصادي للوباء.
وأوضحت الصحيفة أن بايدن سيعود إلى الكابيتول هيل الساعة 9 مساء بتوقيت واشنطن العاصمة ، حيث خدم ما يقرب من أربعة عقود كعضو في مجلس الشيوخ ، ليحاول مرة أخرى رأب الصدع بين الحزبين. وسيدعو إلى إنفاق أكبر بكثير لإعادة بناء البنية التحتية للبلاد من خلال فرض ضرائب جديدة على الشركات والأثرياء. وسيحث المشرعين من كلا الحزبين على تبني رؤية جديدة شاملة للمصالح العامة ، بتمويل من ضرائب أعلى على أغنى الأمريكيين.
واعتبرت الصحيفة أن مقترحات بايدن هي عكس كامل للاتجاه الذي دافع عنه الرئيس السابق دونالد ترامب وخروج حاد عن التغيير التدريجي الذي دفعه الرؤساء الديمقراطيون مثل باراك أوباما وبيل كلينتون.
وقالت الصحيفة إن بايدن سيقول في خطابه إن الأزمة تتطلب استجابة جريئة بما فيه الكفاية من كلا الجانبين من المعترك السياسي. لكن مساعدين قالوا إن الرئيس سيوضح أنه مستعد للعمل مرة أخرى دون دعم جمهوري إذا لزم الأمر.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن سيلقي خطابه فى ظروف استثنائية يفرضها الوباء، بمعنى أنه لن يكون هناك مظاهر الاحتفال التى تحيط عادة بالخطاب الوطني الأول للرئيس. وأوضحت "نيويورك تايمز" أنه غرفة مجلس النواب لن تكون مكتظة بالمشرعين والمسئولين الإداريين ، ولكنها ستضم بدلاً من ذلك مجموعة أصغر من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب. وفي خرق آخر للتقاليد ، قال مساعدون في البيت الأبيض إنه لن يكون هناك كذلك ضيوف للسيدة الأولى.
لكن الرئيس سيتمكن من الاستفادة من جمهور تلفزيوني كبير لاستعراض سياسته الخارجية الأوسع وأجندته المحلية.
وسيصف قراره بسحب جميع القوات من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر باعتباره وسيلة للوفاء بوعده بإنهاء "الحروب الأمريكية إلى الأبد". لكنه سيحذر من أن الولايات المتحدة لا تزال تواجه مجموعة من التهديدات الأخرى مثل الصين الناشئة ، وروسيا المتزايدة العدوانية ، والتهديد المتزايد للهجمات الإلكترونية ، والطموحات النووية من إيران وكوريا الشمالية ، وجيوب عدم الاستقرار في جميع أنحاء العالم، وفقا لنيويورك تايمز.
قال مساعدون إنهم يتوقعون أن يجدد بايدن دعوته للكونجرس لتمرير إصلاح شامل لنظام الهجرة ، وهو نظام من شأنه أن يوفر طريقا للحصول على الجنسية لنحو 11 مليون شخص غير مسجلين يعيشون في الولايات المتحدة. وسيحث الكونجرس على الالتفاف حول التغييرات في ممارسات الشرطة ، بما في ذلك تمرير إصلاح الشرطة الفيدرالية الذي سمي على اسم جورج فلويد ، الذي قتل العام الماضي على يد ضابط شرطة في مينيابوليس.
وبعد إطلاق النار الجماعي الأخير في جورجيا وكولورادو أدى إلى دعوات لاتخاذ إجراءات جديدة بشأن الأسلحة النارية ، أصدر بايدن هذا الشهر عدة أوامر تنفيذية لمعالجة المشكلة ، بينما وصف عنف السلاح في البلاد بأنه "إحراج دولي". يوم الأربعاء ، سيكرر دعوته للكونجرس للمضي قدمًا من خلال تمرير قوانين جديدة لتشديد عمليات التحقق من الخلفية.
