حبست الأنفاس ولمعت الأعين.. هذا يوم مشهود يفرح الأحباب ويخيف الأعداء.. واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى للمومياوات الملكية يثبت أنه خير خلف لخير سلف.
حبست الأنفاس، ولمعت الأعين، هذا يوم مشهود من أيام مصر العظيمة، مصر القادرة، مصر المنيرة، مصر القوية الجميلة الصابرة، مصر حاضرة العالم، صانعة الحياة، مصر الضاربة فى عمق التاريخ بسجل حافل من الإنجازات الإنسانية، هنا علمنا العالم الزراعة، هنا علمنا العالم العلم، هنا قسمنا الزمن، وهنا أحيينا الموت، هنا عشنا نحمل بين أضلعنا الحياة، فى عروقنا يجرى النيل حرا حالما، فى عيوننا يشرق رع بالنور والخير والدفء، فى قلوبنا نقيم العدل ونرعاه، هنا نفتخر ونقول إننا أحفاد المصريين القدماء، نحن الذين حفرنا الجبال لنخلد أسماءنا فى التاريخ، نحن الذين صنعنا وعى العالم وصغناه، وهنا علمت مصر آباء العالم من فلاسفة وحكماء وعلماء، وهنا عرفنا الإله الواحد الصمد الماجد.
مصر تحدثت عن نفسها، تحدثت عن حلمها، تحدثت عن حاضرها بكل فخر، مثلما كانت تتحدث عن ماضيها بالفخر ذاته، مصر التى فى خاطرى وفى دمى أصبحت اليوم أمام عينى، مسكونة بالسحر، يرعاها التناغم، مشهود لها بالدقة والإتقان، كل شىء فى مكانه، كل شىء جميل، كل شىء يكاد من فرط الجمال يذوب، كل شىء يكاد يهتف «تحيا مصر».
نقلت مصر مومياوات 22 ملكا من ملوكها الأوائل، ولأن مصر الآن تعرف قدرها، وتعرف موقعها لم يكن ليعبر هذا الحدث الفريد كأى حدث، لكننا استثمرنا هذا اليوم لنقول للعالم رسالة محددة، رسالة تخيف الأعداء، وتفرح الأحباب، رسالة تؤكد أن مصر عادت وبقوة، مصر آتية لا ريب، مصر تنهض لتصل الماضى بالحاضر، وتصل الأمجاد القديمة بالإنجازات الحديثة، مصر التى قالت فأطاعها الحجر والبشر، مصر التى حضرت فغاب الشر وتوارى الأشرار، مصر التى أشرقت فتبدد الظلام، مصر التى إن اهتزت لانهار العالم كله.
الرسالة الأكمل والأجمل تجلت بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أكد بتشريفه هذا الحفل المهيب أن مصر الآن بها قيادة مبصرة، قيادة تعرف مكانها جيدًا، قيادة تبنى اليوم تاريخ الغد، قيادة تحفر اسمها فى التاريخ بصبر وثبات.
العالم يتحدث عن سحر الفراعنة القدماء، فيصمت العالم اليوم، وليتحدث عن سحر المصريين الحقيقى، السحر الذى لا يعتمد على الخدع ولا الشعوذة، لكنه يعتمد على الإتقان والجودة، على التناغم المهول، والدقة المتناهية، على الانضباط الصارم والانسيابية الناعمة، ما رأينا عبر ساعتين كاملتين فى بث احتفالية نقل مومياوات ملوك مصر العظماء هو سحر حقيقى، سحر ممزوج بالمجد والفخر، سحر مغلف بالأبهة والإبهار، هذه بلدى التى أحب، هذه بلدى التى أفخر بها، هذه بلدى التى حلمت بها، ولمثل هذا فليعمل العاملون.
كل الشكر لكل فرد أسهم فى هذا الحدث التاريخى الاستثنائى، كل الشكر لصاحب فكرة متحف الحضارة والوزير الأسبق فاروق حسنى، كل الشكر لدولة رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، كل الشكر للوزير المجتهد خالد العنانى، كل الشكر لجميع الفنانين والفنيين والعمال الذين أسهموا فى هذا الحدث العظيم، كل الشكر لكل نجوم مصر والوطن العربى الذين شاركوا فى هذا الحدث، كل الشكر للموسيقار هشام نزيه المبدع الذى صاغ بفنه وموسيقاه هذه البانوراما الموسيقية المبهرة، كل الشكر للموسيقار نادر عباسى وجه مصر المشرق دوما فى أحداثها الموسيقية المهمة، ولجميع من أسهموا فى هذا العمل من موسيقيين ومطربين وعازفين ومهندسى صوت وإضاءة ومصورين ومخرجين.
سيدى الرئيس، ما حدث يشهد لك بعمق البصيرة وباتساع الأفق، ويشهد بتحقيق ما وعدت به ذات يوم، وقلت إن مصر ستصبح «أد الدنيا» فمصر التى ملأت العالم اليوم بالجمال تشهد على صدق وعودك وبعد رؤيتك، ومصر اليوم التى سقت أبناءها جرعة سحرية من الانتماء تتوجه لك بالشكر الوافر على حسن ظنك بها، وصدق عملك من أجلها، ووجودك فى متحف الحضارة لتستقبل ملوك مصر القديمة، يثبت أنك تقدس الحضارة وتعرف مصر الحقيقية.
تحيا مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة