نلقى الضوء على كتاب "أنثروبولوجيا العوالم المعاصرة" لـ مارك أوجى، ترجمة ظواهرى مليود، صدر عن دار نشر ابن النديم للنشر والتوزيع، ودار الروافد للثقافة، هو كتاب مهم تأتى أهميته من موضوعه، فمارك الذى يسعد لأن كلمة أنثروبولوجيا صارت منتشرة فى كثير من الأحاديث العامة والعلوم المتخصصة، لكن ذلك لا يمنع قلقه من كون البعص يستخدمها بصورة خاطئة، كما أن البعض لا يفرق بينها وبين التاريخ.
وينطلق مارك أوجى من الخطر المتمثل فى أن نرى الأنثروبولوجيا تقع فى قبصة التخصصات الأخرى بشمل عام والتاريخ بشكل خاص، والواقع أن التخصصين يميلان للتقارب، وتعرف الأنثروبولوجيا بأنها دراسة حاضر المجتمعات البعيدة، فهى إذا تدرس الاختلاف فى المجال. بينما يعرف التاريخ على أنه دراسة ماضى المجمعات القريبة فموضوعهما متقاربان.
إذ المجال الذى تدرسه الأنثروبولوجيا تاريخى على اعتبار أنه مجال مجسم والزمن الذى يدرسه التاريخ محدد الموقع ومدرك فى المجال وبالتالى أنثروبولوجى.
ومن الموضوعات التى ناقشها الكتاب: أنه يعرف ثلاثة عوالم جديدة، الفرد، والواهر الدينية فى الأمريكيتان، والبلدان المنبثقة من الاستعمار، والمدينة، وتلك ظواهر ينبغى التفكير فيها من خلال إفراط ثلاثى يطبع تجربة المعاصرة وما فوق الحداثة، إنه الإفراط فى الأحداث، وإفراط فى الصور والمرجعيات المجالية، وعجز أنساق التأويل الكبرى.