الاحتفالات بذكرى تحرير سيناء، وما فجره مسلسل الاختيار 2 من بركان المشاعر الوطنية المتأججة، تدفعنا إلى التذكير ببعض مواقف جماعة الإخوان الإرهابية الوقحة، التي تتعلق بالانتماء الحقيقى والذود عن حدود وتراب الوطن، وأن مثل هذه الفضائل الوطنية اُنتِزعت من صدور وقواميس الجماعة.
فعقب نكسة 67 واحتلال إسرائيل للضفة الغربية والجولان وغور الأردن بجانب سيناء الذى استمر احتلالها 6 سنوات، وجدنا المصريون يهبون من وسط أحزانهم وانكسارهم، ويشكلون مقاومة شعبية رائعة، بجانب عمليات الجيش التى نفذها ضد عددا من الأهداف الإسرائيلية فى سيناء وفى قلب إسرائيل مثل إيلات، وهو ما كبد الإسرائيليين خسائر فادحة، فيما يسمى بحرب الاستنزاف، التى مهدت لانتصار أكتوبر العظيم.
ووسط هذه الحالة الحبلى بالمشاعر الوطنية والاستبسال والتضحية لتحرير الأرض، كان هناك سؤالا مهما: ماذا كانت تفعل جماعة الإخوان حينها؟!
الإجابة صادمة، فكل المعلومات الموثقة بالأدلة الدامغة أكدت أن جماعة الإخوان لم تشارك فى عملية مقاومة واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلى، سواء فى سيناء أو السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وهى المحافظات التى انطلقت منها المقاومة الشعبية ضد المحتل.
ونأخذك عزيزى القارئ إلى تفاصيل الحقيقة التى لا تسكنها الشياطين، ونعيد ما قاله قائد المقاومة الشعبية فى السويس، الراحل مؤخرا، حافظ سلامة والذى نفى أكثر من مرة فى تصريحات تليفزيونية وصحفية، أن يكون لجماعة الإخوان أى دور فى مقاومة المحتل الإسرائيلى، أو الدفاع عن السويس، وباقى مدن القناة، متحدياً أن يكون للجماعة دور حتى فى حرب أكتوبر المجيدة، وأوضح سلامة أن السويس أثناء الحرب لم يدخلها إلا سكان السويس أنفسهم، وكانت المدينة وقتها منطقة عسكرية لا يمكن دخولها إلا بأمر من الحاكم العسكرى وقتها.
ولم يكن موقف جماعة الخسة والحقارة والإرهاب من عدم المشاركة فى مقاومة الإحتلال الإسرائيلى بسيناء، والمنطلقة من السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وإنما رفض الإخوان، وجناحهم المسلح، بشكل واضح، المشاركة فى المقاومة الشعبية فى بورسعيد ومدن القناة ضد العدوان الثلاثى فى 56، على اعتبار أن ذلك كان سيعتبر دعما لحكم ضباط ثورة يوليو.
الأخطر، أن قيادات وأعضاء الجماعة، أقاموا الأفراح وليالى الملاح، ابتهاجا بهزيمة مصر المريرة فى 67 واعتبروها «عقابا سماويا انتقاما لحملة حكومة ثورة يونيو 52 ضد الجماعة».. ويتذكر كل مصرى تصريحات الشيخ الشهير محمد متولى الشعراوى فى مقابلة تليفزيونية مع الراحل طارق حبيب عندما قال نصا: «سجدت لله شكرا لهزيمة مصر فى 67»، مبررا ذلك بأنه لم يرد أن تنتصر مصر وهى «فى حضن الشيوعية»، ومن المعلوم أن الشيخ محمد متولى الشعراوى كان عضوا فى جماعة الإخوان حينها، قبل أن يتركهم، لاكتشافه فساد نواياهم وخبث أهدافهم.
ونأتى للدليل الداعم والقوى على عدم مشاركة الإخوان فى مقاومة إسرائيل وفرحتهم الشديدة فى هزيمة مصر وانكسارها فى 67 والذى ورد على لسان مرشدها العام الدكتور محمد بديع فى رسالته الأسبوعية فى يونيو عام 2011، التى واكبت ذكرى النكسة بقوله: «بعد كل تنكيل بالإخوان كان الانتقام الإلهى سريعاً، فعقب اعتقالات 54 كانت هزيمة 56، وبعد اعتقالات 65 كانت الهزيمة الساحقة فى 67».
ونسأل من جديد، هل هناك خيانة لجماعة أو تنظيم أو أفراد فى أى بقعة على هذا الكوكب مثل التى ترتكبها جماعة الإخوان، وباعترافاتهم المكتوبة والواردة على ألسنة قياداتها؟!
الحقيقة الوحيدة، أن عقيدة الإخوان ورفاقها داعش والقاعدة والنصرة، هى الجهاد فى بلاد المسلمين، ومحاربة الجيوش المسلمة التى تنطق بالشهادة، لا إله إلا الله محمدا رسول الله، وقتل أبناء المسلمين، وتدمير ممتلكاتهم، وتخريب منشآتهم العامة، واغتصاب نسائهم، وبيع بناتهم فى سوق النخاسة، والتنكيل بأطفالهم وشيوخهم.. بينما يتركون دول الكفر والإلحاد، من وجهة نظرهم أيضا، يستتب فيها الأمن والأمان والاستقرار وتتقدم وتزدهر، وأبرزها إسرائيل.