غيب الموت الموسيقار عبده داغر صباح اليوم، بعد مشوار طويل مع الموسيقى الذى ارتبط بها منذ صغره، حيث كان والده يمتلك معهد لتعليم الموسيقى، إلى جانب مصنه لصناعة الآلات الموسيقية الشرقية، ولهذا أحب داغر الموسيقى الذى نشأة بين أوتارها.
رغم عدم رغبة والده فى تعليم عبده داغر الموسيقى لأنه كان يأمل أن يحصل ابنه على شهادة مرموقة تجعله موظفًا مرموقًا، إلا أن الابن عبده داغر لم يستجب لرغبة أبيه وتعلم الموسيقى بالفطرة دون مساعدة أحد، وهرب من تعليمات أبيه وبدأ فى العمل مع الفرق الموسيقية وهو فى سن الـ 10 من عمره.
أصبح لعبده داغر أسلوبه الخاص فى العزف على الكمان، رغم أن كانت بدايته فى تعلم الموسيقى على آله العود، وعندما بلغ الـ 14 عمامًا من عمره بدأ مرحلة جديدة وهو التأليف الموسيقى، والغريب أنه فعل ذلك دون أن يكتب أو يقرأ نوته موسيقية.
عبده داغر الذى ولد فى في مدينة طنطا عام 1936م، انتقل إلى القاهرة فى فترة الخمسينيات، من أجل خوض تجارب موسيقية فى المدينة الكبيرة، وبالفعل عاض فى منزل صديق عائلته الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى، وأخذ يعلمه الأخير التذوق الموسيقى ويدربه، وانطلق من شارع محمد على، وبدأ فى عزف الموسيقى الشعبية المصرية من أجل مواجة موسيقى البوب التى كانت منتشره آنذلك فى أوروبا.
وأخذ الموسيقار عبده داغر يعزف فى العديد من الفرق الموسيقية إلى أن جاءت الفرصة بالعمل فى فرقة سيدة الغناء العربى أم كلثوم، وكان ذلك فى عام 1960م، وظل معها لمدة 7 سنوات، وكان يعمل فى تلك الفترة أيضًا مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ثم بعد ذلك أسس فرقة الموسيقى العربية مع عبد الحليم نويرة في عهد وزير الثقافة الراحل ثروت عكاشة فرقة الموسيقى العربية الشهيرة، وظل بها حتى رحل الأخير.
وكون داغر بـ"الصولو كمان" ثنائيا شهيرا مع الشيخ محمد عمران، فكانت تقام سهرات فنية ببيت "داغر"يوميا، قدما فيها سويا عشرات الأغنيات، مثل "حلم" لأم كلثوم، ومواويل "يا من هواه أعزه وأذلني/ كيف السبيل إلى وصالك دلني"، "فرح الزمان/ اليوم حان الموعد"، "ناجاك قلبي خاشعا ولسانى".