تشير عملية تحول الطاقة إلى التغيرات الهيكلية المطلوبة في منظومة الطاقة لتسمح بالتخلص التدريجي من الممارسات التي تؤدي إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للوصول إلى نظام خالي من الكربون ، وقد برز الهيدروجين كأحد تلك الحلول مكتسبا زخما دوليا غير مسبوق حول الدور الذي يمكن أن يساهم به في عملية تحول الطاقة وذلك وفقا لتقرير الغاز المسال والهيدروجين الربع الأول من عام2021.
وأشار التقرير الصادر عن منظمة الدول العربية المصدرة للنفط ،أنه في هذا الصدد ، أبدت عدة دول اهتماما بالهيدروجين وقام البعض منهم بالشروع في إعداد وتطوير رؤی وخرائط طريق واستراتيجيات تقوم على تحديد أفضل المسارات ( حسب الأولوية الوطنية ) التوفير إمدادات الهيدروجين ( عبر الإنتاج المحلي أو الاستيراد والتطبيقات التي يمكن أن يستخدم فيها الهيدروجين ، كما عملت بعض الدول على دراسة فرص الاستثمار في مجال إنتاج الهيدروجين بغرض التصدير إلى الأسواق المحتملة ، وإبرام اتفاقيات وتفاهمات أولية معها بما يضمن لها حصة في التجارة الدولية للهيدروجين مستقبلا وتمر عملية التحضير لإعلان استراتيجية للهيدروجين على المستوى الوطني بعدة مراحل، حيث تبدأ أولا ببرامج البحث والتطوير لفهم المبادئ الأساسية للتكنولوجيا وبناء القاعدة المعرفية اللازمة للتعامل مع الهيدروجين من حيث الإنتاج والاستخدام ،ومن بعدها يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي الرؤية والتي تجيب على سؤال لماذا الهيدروجين ولماذا الآن ، كما تضع الإطار العام والتوجيهات للمشاريع الاسترشادية وعادة ما يتم صياغتها بالشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص الذي ينجذب بآفاق النمو المتوقعة لتطبيقات الهيدروجين .
وتابع التقرير،أن الخطوة الثالثة تقوم على إعداد خارطة الطريق ، والتي تشمل خطة متكاملة بالأنشطة المطلوبة لوضع تقييم أفضل عن إمكانات الهيدروجين ، وتحديد مناطق البحث ذات الأولوية والتطبيقات ذات الأهمية لتنفيذ مشاريع نموذجية مصغرة بها، وباكتمال المراحل الثلاثة سالفة الذكر ، تكون المقومات الأساسية لصياغة الاستراتيجية الوطنية جاهزة ، والتي بدورها ستضع السياسات الواضحة وتقييم مدى ملاءمتها مع سياسة الطاقة الحالية .
وذكر التقرير ،أن الاستراتيجية تتضمن ، السياسات التمكينية المطلوبة لضمان التطبيق الكامل للهيدروجين ضمن المنظومة ومن بينها توفير العمالة الماهرة ، وعادة ما تعتمد على دراسات من الصناعة ومن الجانب الأكاديمي ،وخلال المراحل الأربعة سالفة الذكر ، عادة ما يتم إبرام شراكة بين القطاع العام والخاص لتكوين منصة التبادل المعلومات والخبرات وتوحيد الرؤى بين الجانبين وهو إجراء من شأنه تقليل مخاطر الاستثمار عندالتنفيذ الأولي لمشاريع الهيدروجين، لكن من المهم إدراك أن عملية الانتقال من برامج البحث والتطوير إلى إقرار استراتيجية وطنية ليست بالضرورة أن تسير في هذا المسار الخطي ، حيث يمكن تخطي الإعلان عن بعض المراحل والوصول مباشرة إلى إقرار الاستراتيجية الوطنية دون الإفصاح عن الأنشطة التي سبقت الاستراتيجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة