جامع سيدي عقبة بن عامر بقرافة سيدي عقبة، أنشأه محمد باشا أبو النور السلحدار خلال العصر العثماني، وذلك عام "1066هــ ــ 1655م"، ويقع في شارع سيدي عقبة، بما يسمى القرافة الصغرى، بحي الخليفة بمدينة القاهرة.
ويتكون المسجد الحالي من مستطيل يشتمل على رواقين يتواسطها صف من العقود المحمولة على عمد حجرية مثمنة، وقد زخرف سقف المسجد بنقوش زيتية ومذهبة وكتب بازار السقف أبيات من قصيدة البردة وفى الحائط الشرقى بجوار القبلة نقش في الحجر "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر.. إلى آخر الآية" هذا قبر عقبة بن عامر الجهنى حامل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفتحت في أعلى جدران المسجد نوافذ ملئت بشبابيك جصية مخرمة "معشقة" بالزجاج المتعدد الألوان، ويقع المدخل الرئيسى للمسجد في الواجهة الغربية، وإلى يساره توجد المئذنة التي تتكون من بدن أسطوانىمرتفع ويشتمل على دورة واحدة، وفى الركن الجنوبى الغربى للمسجد يوجد ضريح سيدى عقبة، وهو عبارة عن حجرة مربعة يعلوها قبة مقامة على رقبة مرتفعة، حسب ما ذكر كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، للدكتورة سعاد ماهر محمد.
وتعتبر قبة سيدى عقبة من أجمل وأكبر القباب التي أنشئت في العصر العثمانى فهى مضلعة من الخارج أما رقبتها فقد كسيت ببلاطات القاشانى، والقبة منقوشة من الداخل برسوم زيتية، ومكتوب على الأزار الخشبى الذى يحيط بجدران المربع كآية الكرسى، وعلى القبر مقصورة خشبية وأمامه شاهد من الرخام نقش على أحد وجهية آيه الكرسى وعلى الوجه الآخر ما نصه : "هذا مقام العارف بالله تعالى الشيخ عقبة بن عامر الجهنى الصحابى رضى الله عنه.
جدد هذا المكان المبارك الوزير محمد باشا سلحدار في سنة ست وستين وألف" وفى داخل القبة يوجد قطعة من حجر أسود، كذلك أنشأ محمد باشا السلحدار بجوار جامع سيدى عقبة زاوية جعلها مكتبًا لتعليم اليتامى القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وتشتمل الزواية على محراب دائرى وعلى جانبيه شباكان من النحاس الأصفر، ويعلو المحراب نافذة مستديرة مملوءة بالخشب الخرط الجميل.
كما أنشأ سبيلا كسى أرضه بالرخام المتعدد الألوان، أما صهريج السبيل فيقوم على أربعة عقود ويتوسطه قبة وبيارة على فوهتها "خرزتان" تعلو أحدهما الأخرى العليا من الرخام والسفلى من الحجر، وبجانب البيارة حاصل للماء يصل منه الماء إلى حوضى المزملتين، الكبرى منها فرشت أرضيتها بالرخام الملون النفيس والأخرى يجرى إليها الماء في مجرى من الرصاص.
أما عن صاحب المسجد فهو محمد باشا أبو النور السلحدار الذى كان يلى مصر والشام من قبل السلطان العثمانى، قال ابن يونس المصري: «: كان قارئًا عالمًا بالفرائض والفِقْه، فصيح اللسان، شاعرًا كاتبًا، وهو أحد مَنْ جمع القرآن؛ ومصحفه بمصر إلى الآن بخطه، رأيته عند "على بن الحسن بن قديد" على غير التأليفِ الذي في مصحف عثمان». وجاء في ترجمته في سير أعلام النبلاء:«عقبة بن عامر الجهني: الإمام، المقرئ، صاحب النبي. وَكَانَ عَالِمًا مُقْرِئًا فَصِيحًا فَقِيهًا فَرَضِيًا شَاعِرًا كَبِيرَ الشَّأْنِ».
كما أنه هو الذى قام بإصلاح كثير من المساجد والمشاهد والزوايا، وقد جاء في الخطط التوفيقية "أنه عمر في ولايته مقام سيدى عقبة وجدده ورتب له الخبرات الجارية إلى يومنا هذا، وأمر بترميم الجوامع وتبيضها فلقبه السادة الوفائية بأبى النور، وكانت توليته على مصر سنة اثنتين وستين وألف فأقام وزيرًا ثلاث سنين وتسعة أشهر وأربعة أيام، ثم قام عليه الفقارية وأنزلوه من القلعة قهرًا وأسكنوه خان حسن أفندى بسوق السلاح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة