وسط أسبوع حافل بالأحداث الدامية متزامناً مع أواخر الليال العشر من شهر الخير و الإحسان و العتق من النيران، توجهت أنظار الدنيا لهذا الانتهاك السافر المتبجح الذي افتتح فعالياته باقتحام الأقصي و رمي الركع السجود برصاصات لا ترحم من هم بين يدي الله عز وجل .
لن أتوقف طويلاً عند تفاصيل الأزمة التي ما زالت مستمرة، كما لن أتوقف أيضاً عند ردود الأفعال الدولية و المواقف الجادة التي اتخذتها الدول للمشاركة بوقف نزيف الدماء الحرام،
لكنني :
سأتوقف طويلاً لأتأمل كثيراً دور بلادي بحل الأزمة و موقفها المحدد الذي لا يخطئه أحد تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام و ما يستجد من أحداث كثيرة علي مر السنوات التي واحدة تلاحق الأخري .
فمصر :
التي كانت بأرض المعركة منذ أن وضعت إسرائيل لها قدماً علي أرض فلسطين، بداية من حرب ١٩٤٨ التي أعقبت انتهاء الانتداب البريطاني علي فلسطين و حتي يومنا هذا .
فلم تدير مصر يوماً ظهرها للشعب الفلسطيني ولم تتغاضي عن سماع أناته وتلبية نداءاته ولم تتوقف يوماً عن كونها كبيرة المنطقة المسؤولة دائماً و أبداً عن دعم و مساندة الأشقاء شرقاً و غرباً.
ولم تغلق يوماً أبوابها بوجه من طرقها كأرض آمنة مرحبة حتي بأحلك و أشد الظروف قسوة رغم نيران الإرهاب التي توجهت نحوها و التي تحالف علي إشعالها المتحالفون .
و ها هي مصر البيت الكبير، مازالت و ستظل راعية للأمانة و لحقوق الأخوة و الجيرة رغم أية صعاب ،
و لنا بالموقف المصري الحالي ما لا ينكره أحد، فقد تحركت الدبلوماسية المصرية تحركات سريعة و بعثت برسائل شديدة اللهجة للجانب الإسرائيلي ، كما تفاوضت و تبادلت المباحثات مع دول الجوار للمشاركة و الدعم بحل الأزمة ،
فضلاً عن المساعدات الإنسانية التي قدمتها و الخدمات الطبية و سيارات الإسعاف لنقل المصابين للمستشفيات المصرية و غيرها من كافة أشكال الدعم المادي و المعنوي .
و ما زالت الأزمة مستمرة ،
و ما زالت و ستظل
"مصر " كبيرة العائلة