أجرى فريق طبى متخصص بهيئة الخدمات الصحة البريطانية NHS جراحة نادرة بالعمود الفقرى لطفلة وهى برحم أمها لإنقاذها من الشلل قبل ولادتها.
وكشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، عن أن الأم تدعى هيلينا بورسيل، 41 عامًا، من هورنشيرش، إسيكس بانجلترا، حاملًا في الأسبوع 23 فقط، في ذلك الوقت، حيث اكتشف الأطباء إصابة الجنين بحالة نادرة تؤدى إلى الشلل وسلس البول الناجم، حيث تؤثر الحالة الموهنة على واحد من كل 1000 طفل يولدون في المملكة المتحدة.
اجراء عملية اثناء وجود جنين فى رحم الام
وقالت الصحيفة، إن الأم هيلينا، وزوجها إيان، 46 عامًا، ولهما بالفعل ابن، لوكا، 3 أعوام، خضعا لسبع جولات من التلقيح الاصطناعي، بتكلفة تزيد على 30 ألف جنيه إسترليني، ليتوقوا إلى طفل ثانٍ، وتم اختيار اسم الطفلة "ميلا"، وهو اختصار للكلمة الإسبانية التي تعني معجزة، والتي تم اجراء جراحة لها أثبتت قدرة الطب لإنقاذ حياة الطفلة من خلال جراحة نادرة بالعمود الفقري وهى لازالت داخل رحم الأم.
وأوضحت الصحيفة، إن الجراحة التي أجراها فريق مكون من 30 طبيب بهيئة الخدمات الصحية البريطانية NHS ، للطفلة ميلا، عندما كانت والدتها هيلينا بورسيل حامل في الأسبوع 23 فقط، والتي أنقذت حياتها من الشلل وسلس البول، اليوم، أصبحت الطفلة تبلغ من العمر 6 أسابيع.
اجراء عملية للجنين قبل الولادة
قالت هيلينا، 41 عامًا: "أشعر بسعادة كبيرة لأن ميلا أصبحت بصحة جيدة بعد كل ما مررنا به"، مشيرة إلى إن أطباء هيئة الخدمات الصحية البريطانية NHS هم أبطال، والجراحة التي أجروها كانت مذهلة، حيث إنه إذا لم يتم اجراء جراحة لابنتى "ميلا" لأصبحت مشلولة طوال حياتها.
وقالت الصحيفة، لقد خضع الزوجان، من هورنشيرش، إسيكس، ولديهما بالفعل ابن يبلغ من العمر 3 سنوات، يدعى لوكا، لسبع مرات من التلقيح الاصطناعي، بتكلفة تزيد عن 30 ألف جنيه إسترليني، لإنجاب طفلهما الثاني.
قالت الأم لقد كانت محنة طويلة وصعبة، مما جعل هيلينا، التي تعمل مدرسة للغات، مصممة بشكل أكبر على أن هذا الحمل، مضيفة، لقد تناولت الجرعة اليومية الموصى بها من حمض الفوليك، وهو مكمل ضروري للنمو الطبيعي ويمكن أن يحمي من العيوب الخلقية، ولكن في 22 نوفمبر من العام الماضي، عندما ذهبت هيلينا إلى مستشفى كوينز في رومفورد لإجراء فحص لمدة 20 أسبوعًا، والذي يتحقق من وجود تشوهات، توقف أخصائي الموجات فوق الصوتية مؤقتًا بعد استعراض قائمة فحص الأعضاء الحيوية.
تتذكر هيلينا: " كنت أعرف أن شيئًا ما كان خطأ، سألت إذا كان كل شيء على ما يرام، وقالت فقط أعطني لحظة، أنا بحاجة إلى التحقق، ثم جاءت الأخبار التي يخشاها كل والد ينتظر، أخبر أخصائي الموجات فوق الصوتية الزوجين بلطف أن طفلهما مصاب باستسقاء الحبل الشوكي.
تنبع الحالة المنهكة، التي تؤثر على واحد من كل 1000 طفل يولدون في المملكة المتحدة كل عام، من مشكلة في الأنبوب العصبي - الهيكل الذي يتطور في النهاية إلى دماغ الطفل والحبل الشوكي، حيث إن فشل جزء من الأنبوب في الانغلاق بشكل صحيح، يؤدي إلى تلف الأعصاب الذي يمكن أن يسبب شللًا في الساقين، وسلسًا، وفي بعض الحالات، تلف في الدماغ.
ما قاله أخصائيو التصوير بالموجات فوق الصوتية لهيلينا وإيان، بناءً على الفحص، كان مدمرًا، تقول هيلينا: "كانت هناك آفة كبيرة في عمودها الفقري- كانت نصف مفتوحة، وكانت الأعصاب تُدفع للخارج"، لم أستطع التوقف عن البكاء، لقد بحثنا في الأمر عندما كنت حاملاً بلوكا، وعرفنا أنه سيكون له تأثير كبير على حياتها.
الطفلة بعد الولادة
وقد غيّر الأثر حياة كل من الأطفال وأسرهم، لدرجة أن حوالي 80 %من الأمهات يخترن الإجهاض، لكن بالنسبة إلى هيلينا، لم يكن هناك أي شك في أنها ستحتفظ بابنتها الصغيرة، مؤكدة، لم أستطع الإنهاء بسبب ما مررت به مع أطفال الأنابيب، لقد كانت بالفعل طفلة معجزة.
شرح الأطباء خياراتهم بلطف، عندما يتم اكتشاف هذا العيب الخلقة الذى يطلق عليه السنسنة المشقوقة، موضحين إنه يمكن إجراء الجراحة بعد وقت قصير من ولادة الطفل لإغلاق العمود الفقري، ولكن هذا عادة ما يكون متأخرًا جدًا.
لكن أعطيت هيلينا وإيان خيارًا آخر: عملية جديدة ورائدة على ابنتهما الصغيرة بينما كانت لا تزال داخل الرحم.
تم تنفيذ ذلك منذ أوائل عام 2020 بالمستشفيات التابعة لهيئة الخدمات الصحية البريطانية NHS بعد تطويره في الولايات المتحدة، ويضم فرقًا من الأطباء ذوي المهارات العالية الذين تم تدريبهم بشكل خاص على الإجراء.
وأوضحت الصحيفة، لقد شمل ذلك قطع رحم الأم هيلينا للسماح للأطباء بالوصول إلى ابنتها "ميلا"، سيتم تفريغ السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالطفل للسماح بإجراء الجراحة الدقيقة.
وصف البروفيسور ستيفن بويس، المدير الطبي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا، العملية بأنها رائدة، ومثال واحد على العلاجات المبتكرة الرائدة في هيئة الخدمات الصحية البريطانية NHS في جميع أنحاء العالم".
أكدت الصحيفة، إن الجراحة أجريت بعد 5 أيام في مستشفيات جامعة لوفين في بلجيكا، بتمويل من هيئة الخدمات الصيحة البريطانيةNHS بقيادة جراح الأجنة المشهور عالميًا البروفيسور جان ديبريست مع فريق من الهيئة البريطانية NHS والأطباء البلجيكيين.
ولكن حتى مع هذه الرعاية المتخصصة، كان من الطبيعي أن تقلق هيلينا، تعترف: "لقد كنت مرعوبة"، موضحة لست خائفة من إجراء العملية لكنني كنت خائفة من أن أفقدها.
وأوضحت الأم، أنا أعلم أن نسبة 1% هي فرصة منخفضة للغاية، لكن خطر الإصابة بالسنسنة المشقوقة هو واحد من كل 1000، لذلك في رأيي في ذلك الوقت كان هذا يعني أن لدي فرصة أكبر بكثير لفقدها في العملية من شيء حدث بالفعل "
وأشارت إلى إنه خلال العملية المكثفة التي استغرقت 4ساعات، كانت الأم هيلينا غائبة عن الوعي بينما بدأ فريق مكون من 30 طبيبا العمل، إلى جانب أخصائي الأجنة، تطلبت العملية جراحي أعصاب وطبيب تخدير، أحدهما لهيلينا والآخر لميلا، أطباء التوليد وجراحو الأطفال وأخصائي الأشعة وأطباء حديثي الولادة، في حالة الحاجة إلى ولادة الطفل في حالة الطوارئ، لقد بقيت في المستشفى لأكثر من أسبوع بقليل أثناء مراقبة حالة ميلا، وعادوا إلى المنزل ، كانت مطمئنة إلى أن الإجراء قد سار كما كان يمكن أن يكون، ولكن في النهاية لن يكون نجاحه معروفًا إلا بعد ولادة ميلا، فقد حدد الأطباء لإجراء عملية قيصرية في 36 أسبوعًا و5 أيام من حمل هيلينا، لكن في النهاية، دخل ميلا إلى العالم دون أي عوائق، وولدت الطفلة المعجزة ميلا.
قام الأطباء بفحص ميلا بعناية في تلك الأيام القليلة الأولى ولكن لم تكن هناك علامات على أي شلل، الآن يمكنها أن تشعر بأصابع قدميها، وحركتها شبه طبيعية وتعمل مثانتها وأمعائها بشكل طبيعي، على الرغم من وجود القليل من السوائل في دماغها - وهو أحد أكثر الأعراض الثانوية للسنسنة المشقوقة - إلا أن الأطباء غير قلقين، تقوم ميلا الآن بإجراء فحوصات متكررة في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن.