من الطقوس الدينية التى يحرص على تأديتها المسلمون خلال شهر رمضان المبارك، صلاة التهجد، سنة عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، حيث جرت العادة عند المسلمين أن تبدأ صلاة التهجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، بدءًا من الليلة الأولى من الليالى العشر الأواخر، ويتم أداء صلاة التهجد فى الثلث الأخير من الليل، حيث يحرص المسلمون على أداء تلك الصلاة فى الشهر الكريم إحياءً لسنة النبى صلى الله عليه وسلم، وطمعًا فى ثواب الله تعالى ورضاه وعفوه.
وقد أوصى النبى محمد صلى عليه وسلم بصلاة القيام فى كل الليالي، وهى من الأعمال الصالحة التى يُثاب المسلم على أدائها، فهى من العبادات التى يتقرب بها إلى الله تعالى، وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أن صلاة القيام من أفضل الصلوات المسنونة التى يمكن أن يؤديها المسلم بعد صلاة الفريضة فقد قال: «أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ».
وقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز: «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ».
وبحسب مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام، فأن صحابة النبى محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يستبشرون بالليل، فكانوا يقولون إنهم فرسان بالنهار ورهبان بالليل، وكأن وقتهم هو مجهود فى خدمة العبادة، أى العمل فى الأرض والسعى والكد، لأن النبى لما جاءه رجل ووجد خشونة فى يده من أثر العمل قبّل النبى هذه اليد وقال: «هذه يد يحبها الله والرسول»، موضحا أن «العبادة لا تقف عند حدود الصلاة والزكاة فقط بل كل السعي، وإن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها صلاة ولا صيام ولا حج ولكن يكفرها السعي، وبالتالى فإن العبادة فكرة عامة».
وفى معرض حديثه أيضا عن كيفية صلاة التهجد فى رمضان وعدد ركعاتها، أوضح المفتى أن النبى سنّ صلاة التراويح ولما كان يصليها فخرج إلى المسجد النبوى فصلى فى الليلة الأولى وفى الليلة الثانية صلى معه أناس، وكان العدد يزداد، وفى الليلة الثالثة خشى أنه لو صلى ربما فُرضت الصلاة على الأمة ولا تطيقها لذلك صلاها فى بيته، ثم جاء عهد عمر بن الخطاب ووجد الناس يجتمعون حول أئمة، فجمعهم جميعا حول إمام واحد وصلى الإمام بهم التراويح، ولما رأى عمر هذا الأمر قال «نعم البدعة هذه».
ولفت إلى أن صلاة التراويح لم تكن 8 ركعات، فقد كان المالكية يصلون 20 ركعة وبعضهم زاد إلى 36 ركعة: «لو كانت 8 ركعات لسميت صلاة الترويحتين، وعموما فإن الأمر فيه سعة كبيرة ولا ننكر على أحد أن يصليها 8 ركعات ولا ننكر أن يصليها أى شخص 4 ركعات».
وأوضح أن النبى كان يواصل الصوم فلما واصل الصحابة الصوم، قال لهم: «أنتم لستم مثلي»، أى أن هيئته البشرية ليست مثل غيره وله الخصوصية فى تحمل العبادات أكثر بكثير من الصحابة ومن أمنوا به بعدهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة