تشهد العلاقات المصرية الأمريكية تطورا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، ففي الوقت الذى تدرك فيه مصر أهمية أمريكا كحليف قوى لها، ترى أمريكا أن مصر لاعبا رئيسيا وأكثر تأثيرا في كثير من القضايا بالمنطقة، وهو الأمر الذى بلوره الاتصالات المتبادلة بين الرئيس السيسى والرئيس جو بايدن، إذ جرى بينهما اتصالين متتاليين فى أقل من أربعة أيام.
اتصالات متتالية بين الرئيسين السيسى وجو بايدن
الاتصال بين الزعيمين تناول تبادل الرؤى والتقديرات تجاه تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك بشكل عام، بالإضافة إلى التباحث حول موضوعات علاقات التعاون الثنائى بين مصر والولايات المتحدة"، وفى الوقت الذى أكد فيه الرئيس "بايدن" على قيمة الشراكة المثمرة والتعاون البناء والتفاهم المتبادل بين الولايات المتحدة ومصر، أكد الرئيس من جانبه قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجى، مؤكدًا استمرار مصر فى بذل الجهود لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وذلك فى إطار ثابت من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وتطرق الاتصال إلى مباحثات حول عدد من القضايا الهامة في المنطقة، لعل في مقدمتها القضية الفلسطينية والدور الذى يلعبه الطرفان لاستقرار المنطقة إلى جانب التنسيق حول دعم المساعى المشتركة لاستقرار ليبيا .
أستاذ علوم سياسية: بايدن أجرى استطلاع رأى مع مستشاريه وأكدوا له أهمية العلاقات مع مصر
الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية، يرى أن الاتصال الذى جرى بين الزعيمين ليس بالأمر الغريب، فبعد مرور 130 يوما على تولى بايدن مقاليد الحكم في أمريكا واستطلاع الآراء مع مستشاريه داخل البيت الأبيض كان أمرا طبيعيا في التواصل والتنسيق مع مصر والتي تعد بمثابة ضابط إيقاع استقرار المنطقة، وهو الأمر الذى تدركه أمريكا، كما أنها تدرك أيضا أن مصر لها خبرات وباع طويل في التعاطى مع مختلف القضايا بالمنطقة.
وأكد فهمى، أن واشنطن تحتاج لتطوير علاقاتها مع القاهرة فمصر لها دور محورى بالمنطقة، كذلك فإن واشنطن تحتاج لحلفائها الاستراتيجين وعلى رأسهم مصر، وعلى الجانب الآخر، فمصر تهتم بعلاقاتها بأمريكا وهناك تاريخ كبير من التنسيق بين البلدين، فعلى سبيل المثال وقعت أمريكا كطرف ثالث في اتفاقية كامب دايفيد بين مصر وإسرائيل.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، أن مصر لها دور كبير في فرض الاستقرار بالمنطقة، إضافة إلى الدور الذى تقوم به في التهدئة فيما يجرى بين إسرائيل وفلسطين، وهو الأمر الذى أدى إلى تكثيف الاتصالات بين الرئيسين المصرى والأمريكى، ليس ذلك فحسب بل إن هذه الاتصالات امتدت لأخرى فرعية بين مسئولين مصريين وأمريكيين منهم وزير خارجيتى الدولتين.
نائب: التنسيق مع واشنطن يدعم إتمام عملية السلام بالمنطقة
وأكد مجدى عاشور عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن مصر دولة كبيرة والجميع يعلم مدى أهمية الدور الذى تلعبه لاستقرار المنطقة وإتمام عملية السلام بها، لافتا إلى أن التواصل المباشر بين الرئيسين المصرى والأمريكى سيكون له مردود جيد للغاية في حل كثير من القضايا العالقة بالمنطقة.
أضاف عاشور، أنه في الوقت الذى تدرك فيه أمريكا أهمية مصر كحليف قوى لها، فإن القاهرة ترى أيضا ضرورة التنسيق مع أمريكا باعتبارها طرف دولى قوى سيساعد في حل كثير من القضايا لذا كان التنسيق المباشر بين الدولتين من أجل الوصول إلى حلول أكثر واقعية لقضايا المنطقة.
ولفت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى أن مصر دولة لها مكانة إقليمية ودولية ولديها قيادة سياسية تتحرك دبلوماسيا بحكمة واقتدار، لما فيه صالح الوطن العربى بالكل، مؤكدا أن الجهود التي قامت بها مصر فرضتها كلاعب أساسى لحل كثير من القضايا العالقة بالمنطقة.
خارجية البرلمان: اتصال بايدن يؤكد مكانة مصر وقوتها والعلاقات بين الدول تحكمها المصالح المتبادلة
بدورها قالت سهام كمال قطب عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن العلاقات بين الدول تحكمها المصلحة المتبادلة ولا شئ آخر، وإذا كان هناك فريق راهن على بايدن فى معاقبة القيادة السياسية فى مصر بعد 30 يونيه، فهو ينم ليس فقط عن قصور فى فهم طبيعة العلاقات الدولية ولكن أيضا يكشف عن سذاجة سياسية.
وأضافت قطب:"التعامل الأمريكى إن صلح مع الكيانات القائمة فقط بفضل الحماية والدعم المقدم لها ، فهو حتما لا يصلح مع دولة بحجم مصر ووضعها الجيوسياسى والإستراتيجى، لذلك لم أتفاجأ بالتغير فى تعامل بايدن مع مصر وقيادتها ، فهو التصرف الطبيعى والسليم من قبل دولة كبرى تبحث عن مصالحها فى منطقة شديدة التعقيد وتعج بالعديد من الملفات المشتعلة والقابلة للإشتعال ، وتجد فى مصر المستقرة القوية بفضل قيادة حكيمة وواعية ضالتها.
وأوضحت عضو لجنة العلاقات الخارجية أن هذا الموقف يذكرنا بالوقوف خلف قيادتنا والثقة بها، وكلنا ثقة أن هذه القيادة سوف توظف الموقف الأمريكى الحالى نحو مزيد من الضغط لحل مشكلة سد النهضة.
خارجية الشيوخ: الدبلوماسية المصرية نجحت في تقديم حلول متوازنة لكثير من قضايا المنطقة
من جانبه قال حمادة قرشى عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن الدبلوماسية المصرية نجحت في دعم استقرار المنطقة والوصول إلى حلول متوازنة لكثير من القضايا فمصر تعد لاعبا رئيسيا لإتمام عملية السلام بالمنطقة، فهى تسعى جاهدة لحل القضية الفلسطينية والحفاظ على الحقوق الشرعية لأهالى فلسطين.
وأضاف عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن مصر بذلت جهودا كبيرة لتهدئة الأوضاع داخل الأراضى السورية، كما أنها حافظت على استقرار ليبيا وسعت منذ اللحظة الأولى لتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف في طرابلس وبذلت جهود كبيرة في هذا الصدد.
ولفت "قرشى" إلى أن التدخل المصرى كان له مردود إيجابى للغاية في حل كثير من القضايا العالقة بالمنطقة خاصة وأن القيادة السياسية تدير الأمور بحكمة ورشد بالغين مما كان له أثر طيب في تهدئة الأوضاع والتوصل إلى حلول تضمن استقرار المنطقة وإتمام عملية السلام بها.
نائب عن الشيوخ: مصر لاعب محورى لحل قضايا المنطقة
من جانبه قال سعيد ضيف الله عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن مصر لاعب محورى وأساسى في كثير من القضايا بالمنطقة والكل يشهد لها بالجهود المضنية التي تبذلها للوصول إلى سلام واستقرار المنطقة وإزالة الاحتقان بها.
ولفت عضو مجلس الشيوخ إلى أن التواصل بين مصر وأمريكا سيكون عامل رئيسى في حل كثير من قضايا المنطقة، لافتا إلى أن الاتصال لم يكن على المستوى الرئاسي فحسب بل هناك تواصل مستمر بين وزيرى خارجية الدولتين بشكل دورى.
وأكد عضو مجلس الشيوخ أن مصر دولة لها مكانة مرموقة ومحل تقدير من الجميع وهى تسعى جاهدة لدعم القضايا العربية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة من أجل ضمان استقرار الأوضاع على الساحة العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة