من منا لا ينتظر يوم الجمعة حتى يقضي كل "مشواريه" درءً للزحام، ومن منا لا ينتظر الاجازات الوطنية والدينية حتى يسير بسيارته يستمتع بالقاهرة الجميلة وهي خالية من الزحام.
أصبح الزحام في السنوات الأخيرة كابوسًا ينغص على الكثيرين حياتهم، ففضل البعض البقاء في المنازل دون النزول للشارع إلا للحاجة الملحة، خوفًا من أن يجدوا أنفسهم فجأة وسط "جراج كبير" لا يتحرك.
الجهات المعنية عندما قررت معالجة مشكلة الزحام الناجمة عن سوء التخطيط قديمًا، لم ترضى خلال هذه المرحلة أن تعالج الأزمة بالمسكنات، وإنما كانت الحلول حاضرة وقوية، فجاءت مشروعات الطرق العملاقة في كافة المحافظات، فلم تقتصر على القاهرة بمفردها.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما وضعت يدها على المشاكل القديمة وعالجتها، حيث تجري الآن أكبر عملية توسعة للطريق الدائري، وستكون بمثابة انفراجة كبيرة وتحقيقًا للسيولة المرورية، مع إقامة العديد من الكباري في الإشارات الهامة بالمدن للقضاء على الزحام، لتتنفس القاهرة من جديد.
ومع نقل الوزرات للعاصمة الجديدة، والتوسع في إقامة شبكة طرق جديدة، وتعديل القديم وتوسعته، سينتهي تمامًا الزحام، ويتحرك الجميع بانسيابية كاملة، فلن نرى مشاهد الزحام مجددًا.
الجهود المبذولة الآن في "ملف الطرق" تستحق الاحترام والإشادة، خاصة أن القائمين عليها يواصلون العمل ليل نهار، من أجل انجاز الطرق، حتى لا يتعطل المواطن، ويصل لمنزله أو عمله في أسرع وقت ممكن، ليشعر وقتها بمدى المجهود المبذول من أجله.