تأتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لجيبوتى، استمرارا لسياسة أفريقية بدأت من سنوات وأثمرت توسيع دوائر التعاون والتكامل بين مصر الأشقاء الأفارقة، وتوسيع دوائر التعاون والتنسيق والتبادل التجارى، زيارة الرئيس السيسى، لجيبوتى ومباحثاته مع الرئيس عمر جيلة تضمنت أوجه التعاون على المستويات السياسية والاقتصادية، والأمنية والعسكرية، وزيادة التبادل التجارى والتعاون فى مجال بناء القدرات من خلال برامج تدريبية تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
لم تتغير سياسة مصر ولا خطابها، سواء قبل أو بعد تولى رئاسة الاتحاد الأفريقى، وتنطلق من إدراك لتحولات اقتصادية وسياسية تدور على خارطة العالم، وتتشكل السياسة الخارجية للدول من خلال حزم المصالح، فى ظل منافسة تسعى كل دولة لضمان مصالحها، وتشهد السياسة الدولية تحولا، تحرص مصر فيه على بناء سياستها، استنادا إلى توازنات واضحة وأن تدعم دائرتها الأفريقية ومصالح الأشقاء.
ظل الخطاب المصرى تجاه أفريقيا ثابتا، يقوم على توسيع التعاون والشراكة السياسية والاقتصادية، والحرص على وحدة الدولة الوطنية فيما يتعلق بالدول الأفريقية والعربية واللجوء إلى الحل السياسى فى التعامل مع المشكلات.
وخلال عام تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى، كانت أفريقيا حاضرة فى العديد من الفعاليات الدولية والتجمعات الاقتصادية والسياسية، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة الصين أفريقيا ثم أوروبا أفريقيا، وفى قمة الدول العشرين، ثم قمة السبع الكبار، و«تيكاد 7» مؤتمر طوكيو الدولى السابع للتنمية الأفريقية فى يوكوهاما باليابان، مع رؤساء الدول الأفريقية، وعدد من المنظمات والمؤسسات الدولية.
تدرك مصر أن التنمية وجذب الاستثمارات تتطلب مراعاة مصالح كل الأطراف، فى ظل منافسة واسعة بين الاقتصادات الكبرى على الفرص التجارية والاستثمارية.
وتأتى زيارة الرئيس لجيبوتى ضمن السياسة الواضحة والتى تقوم على توسيع التعاون والتنسيق مع الأشقاء من منطلق الاحترام والتعاون، وباعتبار أن مواجهة هذه التحديات تسهم فى صنع استقرار يسهل قدرات الدول والشركات على الاستثمار ويعود بالفائدة على كل الأطراف، خاصة مواطنى الدول الأفريقية.
وخلال كلمته فى المؤتمر الصحفى مع الرئيس الجيبوتى أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، اتفاقه مع رئيس جيبوتى على أهمية العمل المشترك نحو توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المصرية فى جيبوتى، وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة فى مشروعات البنية التحتية، و تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتى، افتتاح فرع لبنك مصر فى جيبوتى، والإسراع بالإجراءات الخاصة بإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية فى جيبوتى، لتيسير تصدير البضائع المصرية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى قطاعات النقل وربط الموانئ، والصحة، والتنسيق لإنشاء مستشفى مصرى فى جيبوتى، فضلاً عن التعاون فى مجالات متعددة.
تطرق الرئيس السيسى إلى الظروف التى تمر بها منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقى، على خلفية عدد من النزاعات والصراعات التى تشهدها، وتحديات تثبيت الأمن والاستقرار فى بعض دولها، واتفقنا على تعزيز التعاون لدعم الأمن والاستقرار الإقليميين، والعمل المشترك لتجنب امتداد نطاق بعض النزاعات إلى دول الجوار، بما قد يهدد حالة السلم والأمن بأفريقيا.
وأكد الرئيس السيسى أنه والرئيس عمر جيلة استعرضا المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة، الملف الذى يمس المصالح الحيوية للمنطقة كلها، مؤكدًا على حتمية التوصل لاتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل السد فى أقرب فرصة ممكنة، وبما يحقق مصالح الجميع ويعزز من أواصر التعاون والتكامل، مشددًا على رفض مصر أى مسعى لفرض الأمر الواقع من خلال إجراءات أحادية لا تراعى مصالح وحقوق دولتى المصب، مصر والسودان.
وأوضح أن مصر تسير على نهجها الواضح، تجاه أفريقيا، بسياسة تقوم على التعاون والتكامل، والعمل السياسى، بما يضمن مصالح كل الأطراف، وليس طرفا واحدا على حساب الأطراف الأخرى، وهى سياسة مصرية ثابتة وواضحة لم تتغير.