هناك صنف من بني البشر، يشغلون أنفسهم بالآخرين، في كافة تصرفاتهم وحركاتهم الحياتية، لايبالون بما يفعلون، بقدر حرصهم على نظرة الناس إليهم، وما يقولوه الناس عنهم، هذا الحرص الشديد، الذي أفسد حياتهم، وأصابها بالروتين والملل القاتل.
بعض الأزواج لا يشغلهم أن يتعايشوا في محبة وتناغم، بقدر حرصهم على تصدير مشاهد إيجابية للناس عن حياتهم، ولو كان ذلك عكس الحقيقة.
تضرب نيران الخلافات بعض المنازل، فيما يحرص أصحابها على تصدير مشاهد مخالفة تمامًا للحقيقة للجيران، بزعم أنهم يعيشوا سعداء والحب يرفرف على "عش الزوجية".
الأمثلة على ذلك كثيرة، أبرزها ما دار في منطقة الهرم بالجيزة مؤخرًا، عندما قرر زوج عزومة أصدقائه على الأكل، وعندما حضروا لشقته، أخبرته الزوجة بعدم كفاية الأكل وطلبت منه دعمها بمزيد من المأكولات من الخارج، الأمر الذي اعتبره الزوج إهانة له أمام أصدقائه، فقد عاش حياته كلها يظهر للناس عكس الحقيقة، فانتقم منها بقتلها بعدما ودع الضيوف المنزل.
سنوات العمر، و4 أطفال بمثابة القاسم المشترك بين الزوجين، كل ذلك لم يشفع للزوجة صاحبة الثلاثة والثلاثين من العمر عند زوجها الذي يكبرها بثلاث أعوام، حيث تخلص منها وزعم سقوطها على الأرض بعد إصابتها بغيبوبة، وارتطمت بزجاج المطبخ ما أسفر عن مصرعها، ولكن التحقيقات كشفت عدم صحة روايته، وأنه وراء مقتلها.
انشغالنا بالآخرين الزائد عن الحد، وبوجهة نظرهم عننا، ربما يكلفنا حياتنا، لأن هذا الهوس يفسد حياتنا ويجعلنا نحاول إرضاء من حولنا بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك على حساب حياتنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة