في خير استعداد لمباراة القمة الأثنين المقبل خاض القطبين مباراتين غاية في القوة والندية.. فاز الأهلى على الاتحاد السكندرى والزمالك على سموحة بنفس النتيجة 2- 1 .. أدى القطبين في المباراتين الكثير من الجهد والعرق داخل الملعب مع العزيمة والإصرار من أجل تحقيق الانتصار الذى جاء مستحقا للفريقين ومفيدا معنويا بعد العودة للانتصارات عقب نتائج أخيرة مخيبة للآمال ، وحسابيا في حساب النقاط والصراع المشتعل على قمة الدورى.
ولكن هذا لم يمنع من ظهور بعض السلبيات في أداء الأهلى والزمالك .. إذ يبدو ان هناك الكثير من الأمور هنا وهناك تحتاج تعديل وانضباط بهدوء قبل القمة الثانية هذا الموسم الأثنين المقبل.
مصير القمة بات في علم الغيب في من يحسم نتيجة المباراة لصالحه، في ظل عدم ظهور تفوق واضح لأى فريق على حساب الأخر أمام الاتحاد وسموحة.. فلم يكن مستوى الأهلى او الزمالك في كامل عنفوانه بالمعنى الحرفي للكلمة.. وشاب أداء الفريقين بعض الهبوط على مدار شوطى المباراتين.
الأهلى أمام الاتحاد السكندرى كان في قمة السوء بالشوط الأول ، على العكس من الشوط الثانى نجح في إحراز هدفين وتمكن من السيطرة على المباراة بعد حالة الإغلاق الكلى من حسام حسن للملعب في الشوط الأول وفرض رقابة لصيقة على مفاتيح لعب الفريق الأحمر، لكنه بعد هدف بدر بانون الأول اضطر للتخلى عن دفاعه المحكم وفتح الملعب ليستقبل الهدف الثانى ، لكنه استمر على تحميس لاعيبه حتى اللحظات الأخيرة التي تمكنوا فيها من تقليص الفارق، ليخرج الاتحاد السكندرى من المباراة مستحقا التحية.
وساعد الأهلى على تطور المستوى عن المباريات الأخيريتن أمام الجونة وغزل المحلة، اعودة بعد غياب للاعب بقيمة المغربي بدر بانون الذى أعاد الاتزان لصفوف الفريق بكل خطوطه، لإجادته العديد من المهام الهجومية وبناء اللعب والدقة فى تسديد ركلات الجزاء بخلاف مهمته الأساسية كقلب دفاع.
الزمالك أمام سموحة قدم شوط أول عالى المستوى في ظل وجود الماهر شيكابالا الذى أجاد في مركز صانع اللعب بدلا من أوباما الذى شارك بديلا، وساهم في تسجيل الزمالك هدفين الأول عن طريق بنشرقى تبعه سريعا تعادل سموحة عن طريق المعار من الفريق الأبيض مصطفى فتحى الذى واصل عادة كل اللاعبين الراحلين عن الزمالك بالتسجيل في مرمى فريقهم السابق، قبل أن ينجح وطارق حامد في إعادة التقدم للزمالك بهدف من أفضل أهداف الموسم.. وفى الشوط الثانى قل أداء لاعبى الزمالك فنيا وبدنيا ونشط سموحة بقيادة الواعى أحمد سامى، وربما يكون السبب التفكير في القمة ومحاولة عدم الاجهاد قبل مباراة الأهلى.
وأن كان أكثر ما يثير القلق فى صفوف الزمالك، هو الأداء الدفاعى المهتز، فمع كل هجمة للمنافس، تشعر بالقلق من أن تهتز الشباك، لولا محمد عواد الذى كان عند حسن الظن رغم ابتعاده الطويل عن المباريات ولكنه كان فى غاية اليقظة وانقذ العديد من الفرص ليستحق أن يكون احد نجوم المباراة أمام سموحة.
الخلاصة، هناك لاعبين في الأهلى والزمالك بات أدائهم يمثل علامة استفهام كبيرة في ظل المستوى المتدنى المتواصل الذي يقدمونه والامثلة حسين الشحات في الأهلى وزيزو في الزمالك، في المقابل هناك آخرين مهارتهم تصنع الفارق مثل أفشه وعمرو السولية وديانج وبدر بانون في الأهلى وبنشرقى وشيكابالا وطارق حامد في الزمالك، وهو ما يحتاج إعادة نظر وتعامل نفسي جيد مع استشفاء عالى المستوى للاعبين أصحاب المستوى المتذبذب خاصة وأنه وضع لا يليق أن يحدث داخل القلعتين الكبيرتين.
وأيضا المديرين الفنيين كارتيرون وموسيمانى، عندهم قصر نظر في بعض الأمور الفنية وبات الارتباك يسيطر على تفكيرهم وطريقة إدارتهم للمباريات، والا ما ظهر الزمالك والأهلى بأداء هابط في بعض المباريات بل وفى المباراة الواحدة من شوط لأخر دون ثبات في المستوى .. ربما يكون الإجهاد وضغط المباريات هو السبب ولكن على الاثنين المدربين التعامل مع الموقف بأفكار خارج الصندوق ما بين الروتيشن الصحيح وإعادة توظيف اللاعبين بالشكل الصحيح داخل الملعب بالشكل الذى يحافظ عليهم بدنيا وذهنيا بما يترك الأثر الطيب على المستوى الفني.