أعادنا المسلسل المتميز "الاختيار 2" لنحو 4 سنوات قبل الآن، عندما كنت أتابع عن شغف ما يجري في مأمورية الواحات التي خرجت للتصدي لإرهابيين حاولوا التسلل للعاصمة وتنفيذ أعمال تخريبية.
متابعة هذا الحدث الأبرز وقتها، لم يكن بالأمر السهل، خاصة في ظل تداول معلومات عن عملية أمنية ضخمة يسطر خلالها رجال الشرطة جهودًا احترافية.
وقتها، تناثرت المعلومات على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وجرت بعض المواقع خلفها، تقدم للناس أخبارا غير دقيقة، لكننا في "اليوم السابع" كعادتنا، التزمنا أقصى دراجات المهنية، دققنا المعلومات من مصادرها، وكانت أرقامنا حول عدد الشهداء هي الصحيحة، دون تهويل أو تخويف، حيث وقع البعض في أخطاء كبيرة، واكتشفوا عندما صدرت البيانات الرسمية أنهم قدموا للناس أرقام ضخمة ومخيفة دون أن يتحققوا.
كسبنا وقتها ثقتنا في أنفسنا وثقة القارىء فينا، الذي طالما اعتبرناه شريكًا لنا، نقدم له المعلومة الصحيحة دون لبس أو شك، ثم أفردنا وقتها قصصا وبطولات الشهداء الأبرار.
ستظل ملحمة الواحات الشهيرة، التي سطر خلالها رجال الشرطة مشاهد بطولية، في الدفاع عن الوطن، والتصدي لكيانات إرهابية، خططت لاستهداف البلاد، والتسلل من الصحراء الغربية نحو العاصمة وتنفيذ سلسلة من الأعمال التخريبية، واحدة من أهم البطولات في تاريخ جهاز الشرطة منذ 1952 عندما تصدوا للمحتل الإنجليزي في الإسماعيلية واستبسلوا في الدفاع عن المحافظة.
أحلام الإرهابيون في التخريب اصطدمت بقوة رجال الشرطة وتصديهم للعنف، حيث جرت معركة بطولية في يوم الجمعة 20 أكتوبر 2017، سقط خلالها 16 شهيداً وأصيب آخرين من رجال الشرطة، لتلاحق العيون الساهرة المتطرفين وتسقط عشرات القتلى منهم، وتلقنهم درساً قاسياً في الصحراء، وتمنعهم من الهروب خارج البلاد، وتعود بصيد ثمين وكنز معلوماتي بضبط إرهابي أجنبي، والذى ساهم القبض عليه في سقوط هشام عشماوي لاحقاً، أخطر إرهابي في مصر.
تضحيات وجهود رجال الشرطة نحصد ثمرتها الآن، وأنت تشاهد المواطنين يتحركون بانسيابية في الشوارع، بل يتحركون في أي وقت خلال الـ 24 ساعة في أمن وأمان، تضحيات رجال الشرطة تراها وأنت ترى الأسر وهي تتحرك في الشوارع بأمان تشتري "لبس العيد"، وهي تحتفل وتفرح آمنة مطمئنة، بفضل الله ثم عيون مصر الساهرة، فتحية لهم.