لم يتضرر من الحريق.. تعرف على قصة جامع أحمد بن طولون

السبت، 08 مايو 2021 02:09 م
لم يتضرر من الحريق.. تعرف على قصة جامع أحمد بن طولون مسجد أحمد بن طولون
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مسجد أحمد بن طولون، أحد المساجد الأثرية الشهيرة بالقاهرة، وثالث مساجد الإسلام فى مصر الإسلامية، بعد جامع عمرو بن العاص وجامع العسكر، بالإضافة إلى كونه يعد أقدم مساجد مصر القائمة حتى الآن لاحتفاظه بحالته الأصلية، ومؤخرًا نشبت حريق محدود في بعض المخلفات في الأرض الفضاء الموجودة خلف مسجد أحمد ابن طولون بحي السيدة زينب، والتي لم تؤثر على المسجد، وخلال السطور المقبلة نستعرض حكايته.

وتعود قصة بناء المسجد إلى أنه عندما ضاقت الفسطاط بساكنيها أسس أحمد بن طولون مدينة القطائع سنة 256هـ، وأقام في وسطها مسجدا جامعاً تمت عمارته سنة 265 هـ ويعد من أكبر مساجد العالم الإسلامي، إذ تبلغ مساحته مع الزيادة، أي الفضاء الذى يحيط به من جميع الجهات فيما عدا جهة القبلة، ستة أفدنة ونصفا من الأفدنة، وتعتبر مدينة القطائع أول مدينة ملوكية أنشئت في وادى النيل في العهد الإسلامي، إذ كانت قبل ذلك ولاية تابعة للدولة الأموية في دمشق، ثم الدولة العباسية في بغداد وسمارا، أما في عهد ابن طولون فقد أصبحت مقر حاكم مسقل استقلالا تاما لا يربطه بالخليفة العباسى غير التبعية الدينية.

وقد جاء في سيرة ابن طولون عن السبب في بناء ابن الطولون لجامعه، أنه كان يصلى الجمعة في المسجد القديم الملاصق للشرطة فلما ضاق عليه بنى الجامع الجديد فيما أفاء الله عليه من المال الذى وجده فوق الجبل في الموضع المعروف بتنور فرعون.

وقد تعددت الروايات والقصص التي قيلت عن المال أو الكنز الذى عثر عليه ابن طولون، ومكنه من إقامه مثل هذا الجامع الكبير وباقى منشآته العظيمة كالقصر والبيمارستان، ويرى كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، أن قصة المال هذه إنما هي من فبيل الأساطير التي يميل جمهور مؤرخى العصور الوسطى إلى تكرارها في مثل هذه المجالات بقصد التنوية إلى أن مثل هذه النفقة البالغة لا يستطيع الخليفة أو السلطان تدبيرها إلا إذا امده الله سبحانه وتعالى برزق غيبى غير معلوم، وذلك لا يكون إلا في الكنوز المخبأة.

ويقول المقريزى بنى ابن طولون جامعه في موضع يعرف بجبل يشكر، بين مصر وقبة الهواء، ويضيف فيقول : وهو مكان مشهور باجابة الدعاء، وقيل أن موسى عليه السلام ناجى ربه عليه بكلمات، وأبتدأ أبو العباس في بناء الجامع بعد بناء القطائع في ستة ثلاث وستين ومائتين، وينسب المقريزى بناء الجامع إلى مهندس مسيحى اعتمادًا على القصة التالية :"فلما أردا بناء الجامع قدر له ثلاثمائة عمود، فقيل له ما تجدها أو تنفذ إلى الكنائس في الأرياف والضياع الخراب، فتحمل ذلك، فأنكر ذلك، فبلغ ذلك القبطى الذى تولى له بناء العين "عين ماء" وكان قد غضب عليه وضربه ورماه  في السجن فكتب إليه يقول أنا أبنيه لك كما تحب وتختار لا عمد إلا عمودى القبلة،  فأحضره وأمر أن تحضر له الجلود فأحضرت "لكى يرسم عليها تخطيط المسج\" فأحضرت وصوره له فأعجبه واستحسنه وأطلقه وخلع عليه، وأطلق له للنفقة على الجامع مائة ألف دينار، فوضع القبطى يده في البناء في الموضع الذى هو فيه وهو جبل يشكر، فكان ينشر منه ويعمل منه الجير ويبنى إلى أن أفرغ من جميعه وبيضه، وخلقه وعلق فيه القناديل بالسلاسل الحسان الطوال، وفرش فيه الحصر العبدانى وحمل إليه صناديق المصاحف ونقل إليه القراء والفقهاء".

يتكون الجامع من شكل مربع تقريبًا يبلغ طول ضلعة 162,5 ×161,5 مترا، ويتوسطه صحن مكشوف مربع أيضا يبلغ طول ضلعه 92,5×91,80 مترا، ويحيط بالجامع من الخارج من جميع الجهات عدا جهة القبلة أروقة غير مسقوفة تعرف بالزيادة وقد وجدت هذه الزيادة بجامع سمارا وجامع سوسة، ويحتوى المسجد على 42 بابا منها 21 بابا بالمسجد الأصلى يقابلها مثلها في الزيادات.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة