تطرقت العديد من المسلسلات الرمضانية للعلاقات العاطفية المعقدة بدرجة كبيرة، فطرحت نموذج الزوج الذي خلق من زوجته شخصية اعتمادية، وتلك التي تمردت على تحكم زوجها، وأخيرًا العلاقة التي يحاول كل طرف فيها تغيير الطرف الآخر أو عدم القدرة على التعامل مع عيوب شريك حياته، وفي هذا الصدد طرحنا على سارة علاء الدين وهي داعمة نفسية متخصصة فى التعافي من إساءات العلاقات والصدمات والمخاوف ومستشارة علاقات أسرية سؤال: "اللي بيحب حد بيقبله بعيوبه ولا الحب مش كفاية؟"
قالت مستشارة العلاقات الأسرية إن الحب في العلاقات العاطفية شيء اختياري، بمعنى أن كل شخص لديه القدرة على اختيار الاستمرار في علاقته مع الطرف الآخر أم لا، وعند الاختيار يكون لدى كل منا بعض المعايير التي يختار على أساسها شريك حياته، وهناك أيضًا صفات يرفضها البعض، وبالتالي من البداية لن يختار شريك حياة يمتلك إحداها، لأنه ليس من حق أي طرف أن يدخل حياة الطرف الآخر ويفرض عليه أن يغيرها تمامًا وفقًا لما يرغب فيه.
أحمد السقا ومي عمر وأمير كرارة
وأضافت مستشارة العلاقات لـ"اليوم السابع": "لما بحب حد فأنا باخده باكيدج كامل، ومن حق أي إنسان في أي علاقة إنه يتعامل كإنسان عنده نقاط ضعف وممكن يغلط ويصلح غلطه، ويقرر إنه يتغير أو لا، ومن حقي برده إني اختار هستحمل عيوبه ولا لأ لأن الحب مش كفاية، ومن حقي إني أتكلم مع الطرف التاني ونختار حل وسط، واللي عايز ما يكملش هو حر، لأن كل واحد حر يغير اللي عايز يغيره في نفسه واللي حاسس إنه مضايقه."
وأكدت أن العيوب تكون نسبية، بمعنى أنه إذا كان أحد الأطراف يرى في شريك حياته عيبًا، يجب أن يكون لدى الطرف الآخر اقتناع بذلك، لأنه إذا لم يكن يرى أنه عيب بالفعل لن يستطيع تغييره، وفي تلك الحالة يمتلك كل منهما حرية الاختيار إما الاستمرار في العلاقة أو إنهائها، لأن التغيير يجب أن يكون نابعًا من الشخص نفسه، وأضافت: "محدش بيتغير عشان حد، عشان لو ما اتغيرش عشان نفسه التغيير هيكون مؤقت ومش حقيقي."
أحمد مكي أسماء أبو زيد
وأشارت إلى أن العيوب قد تكون سببًا في إنهاء العلاقة العاطفية حتى في حالة وجود حب، وعللت ذلك بأن الحياة والعلاقات لا تستمر فقط بالمشاعر، ولكنها تحتاج للقدرة على التواصل والتحمل أيضًا، لذا فهي لا تبنى فقط على الحب الذي يكون سببًا في قيام الحياة، لكنه ليس الوحيد.
ونصحت طرفي العلاقة بأنهما في حالة الرغبة في تعديل عيوبهما، يجب أن يقرر كل منهما في إصلاح نفسه أولًا، وبالتالي يشجع الطرف الآخر على القيام بنفس الأمر، وبالتالي تستقيم الحياة بينهما، كذلك أكدت ضرورة أن يقبل كل منهما نفسه أولًا حتى يتمكن من قبول شريك حياته أيضًا، لأن قبول الآخر يبدأ من قبول النفس.
منى زكي ومحمد فراج
واختتمت مستشارة العلاقات حديثها قائلة: "أنت مش داخل في العلاقة وصي على حد، كل واحد حر، عشان كدا استخدموا دائمًا وسيلة النقاش عشان تقدروا تتناقشوا مع بعض إزاي كل واحد فيكوا يكون أفضل، مش إزاي أنت تبقى كويس لأنك مش عاجبني، وأي إنسان موهوم بفكرةI can fix him أو I can fix her هو اللي عنده المشكلة، لأنه طول الوقت عايش دور المنقذ، وفي الآخر هيستنزف جدًا في العلاقة، ووبعدها هيروح يتعالج من صدمة تاخذلان أو عدم التقدير، وفي النهاية لازم تقبل نفسك عشان تقدر تتقبل الآخرين."
ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة