يعد كتاب "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، للمؤلف المؤرخ العربى قاضى القضاة أبو اليمن القاضى مجير الدين الحنبلي، أحد أهم كتب التاريخ الإسلامى المؤرخة لتاريخ مدينة القدس الشريف، وواحد من أهم الكتب التراث عن بداية الخلق تاريخ فلسطين وقصة مدينة القدس الشريف.
وبدأ الكتاب مثل غيره من الكتب التراثية من قصة بداية الخلق، حيث تكلم عن أخبار آدم عليه السلام إلى أن انتهى بأخبار زمانه، والكتاب على طريق الأخبار وبالتسلسل، وغالبه بالأسانيد، وقد أرخ المؤلف لأهم الأحداث التى رافقت الإنسان من نزول آدم إلى الأرض مرورا بولادة هابيل وقابيل وحادثة قتل قابيل لهابيل، ومن ثم تعاقب ذريته على أعمار الأرض، حيث يذكر اليعقوبى اسم كل ولد وأبنائه مع تحديد المستخلفين على الأرض.
يعد هذا الكتاب من أوسع المصنفات التى تناولت تاريخ بيت المقدس منذ فجر الخليقة وحتى سنة 900ه / 1494م ، وهو من أوفر المصادر التى تناولت الحياة العلمية فى بيت المقدس فى العهدين الأيوبى والمملوكي، حيث وصف الكثير من مدارسها ومساجدها وزواياها وغيرها من المراكز التعليمية الأخرى، كما ذكر تراجم لعدد كبير من علمائها وفقهائها، والعلماء الوافدين إليها الذين شاركوا فى الحياة العلمية فى فلسطين فى العهدين الأيوبى والمملوكي.
ومؤلف الكتاب هو أبو اليمن مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمى العمرى المقدسى الحنبلى ينتهى نسبه إِلى عبد الله بن عمر بن الخطاب، قاضى وعالم وفقية ومؤرخ حنبلى عربى ولد فى الرملة عام 1456 (860 هـ) ثم انتقل للعيش فى القدس. لقب بقاضى القضاة أبو اليمن القاضى مجير الدين الحنبلي. وما أن بلغ مرحلة التعلم حتى تعهده أبوه بالرعاية والتوجيه، تقسيم مراحل تحصيله العلمى إلى قسمين قسم يختص بالقدس، وتحصيله بين المسجد الأقصى والمدرسة الصلاحية واختلف فيها على عدد من الأعلام، وقسم يختص بالقاهرة ويحدد بنحو عشر سنين، وكان أهم أساتذته هو ابن أبى بكر السعدي، وبعد عودته من القاهرة ولى قضاء القدس، وبقى فى مركزه حتى وفاته، توفى عام 1522 (928 هـ).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة