قال اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، إن مشكلة تراكم العشش العشوائية فى عدة مناطق بالمحافظة كانت أمرا صعبا وسلبياته عديدة، ولم يكن أمر التخلص منها سهلا، خاصة بعد أن وصل عدد هذه العشش إلى أعداد كبيرة وبدأت عمليات التخلص من العشش فى المناطق الأكثر كثافة وكانت على رأسها منطقة زرزارة، وكان الخيار المتاح فى تغيير صورة العشش المقامة فى المناطق الشعبية هو استبدالها بعمارات سكنية حديثة توفر حياة آدمية للمواطنين وهذه المرحلة انتهت منذ عدة سنوات .
وأضاف المحافظ، خلال تصريحات صحفية، أن المتبقى من العشش فى الأعوام الأربعة الأخيرة كانت متواجدة فى منطقة عزبة أبو عوف وكانت تضم أكثر من 6 آلاف عشة وثلاث مناطق أخرى قريبة منها فى مواقع متميزة من المدينة.
وتابع: "ومن ثم أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية قراره بإنهاء مشكلة العشش تماما فى بورسعيد لتكون أول محافظة فى مصر خالية من العشوائيات وتم بالفعل القضاء على المشكلة تماما ولكن بفكر مختلف، بحيث لا نهدر القيمة المكانية للمناطق السياحية والمتميزة التى كانت مشغولة بالعشش".
واستطرد: "كانت البداية من منطقة عزبة أبو عوف التى تقع على مساحة 15 ألف فدان تقريبا فى بقعة ساحرة على بعد عشرات الأمتار فقط تفصلها عن البحر المتوسط شمالا ومثلها عن بحيرة المنزلة جنوبا ويمكن رؤية البحر والبحيرة بالعين المجردة من قلب المنطقة، وكان القرار بتحويل العزبة إلى منتجع سياحى وسكنى يضم من الاماكن الترفيهية والخدمية مايجعلها سياحية واقتصادية توفر فرص عمل ومنطقة جذب سياحى للمحافظة، وكذلك إزالة البؤر العشوائية من منطقة القنال الداخلى لتتحول واحدة من اهم مناطق الجذب بعد انشاء سوق الاسماك الذى أصبح قبلة لجميع زوار المحافظة من المحافظات الأخرى بالإضافة إلى بازار بورسعيد الجديد".
وفى سباق مع الزمن وقبل مرور عام ونصف على بدء العمل كانت المرحلة الأولى من المنتجع قد انتهى العمل فيها وشتان ما بين صورة العشش وصورة التحول إلى بقعة ساحرة لوحدات اسكان وسياحة بين احضان المناطق الخضراء وخلفيتها شمالا البحر المتوسط وجنوبا بحيرة المنزلة ليواكب المنتجع حركة التنمية السياحية الشاملة التى تشهدها المحافظة بعد أن تحول شاطئ غرب بورسعيد القريب من المنتجع السكنى إلى منتجعات سياحية وتشكل هذه المنتجعات مع اخر مثيل لها فى مدينة بورفؤاد.
وتابع المحافظ أن هناك ثلاث منتجعات سكنية سياحية غرب المدينة يشكلون جميعا حزام من المشروعات التى حولت صورة بورسعيد إلى مدينة السياحة والجمال على ضفاف البحر المتوسط وقناة السويس بما ستكون عليه الصورة النهائية لهذه المنتجعات من منارات تنموية سياحية تغير شكل المدينة تماما للنمط الأوروبى .
وأشار المحافظ إلى أن مخطط تغيير صورة المناطق العشوائية إلى أخرى حضارية وسياحية حديثة امتد إلى ضفاف بحيرة المنزلة التى كانت متى وقت قريب منطقة حاضنة لتجمعات أخرى من العشش والمبانى العشوائية وهبت رياح التغيير على هذه المنطقة ايضا وتم تطهير ضفاف البحيرة من كافة العشوائيات.
وقال المحافظ: بدأنا فى تنفيذ الاستغلال السياحى لأول مرة فى تاريخ البحيرة حيث تم اقامة ممشى سياحى حديث بطول 600 متر بديلا لمنطقة العشش على شاطئ البحيرة وافتتح فى منتصف العام الماضى وسيتم استكماله إلى امتداد 3 كيلومترات وأمام هذه الممشى جارى التخطيط حاليا لإقامة عدد من المنتجعات السياحية للألعاب المائية مع قرب انتهاء مشروع تطهير البحيرة لجذب السياحة العالمية لهذه المنطقة خاصة خلال فصل الشتاء موسم البرودة والتجمد فى أوروبا.
واختتم المحافظ تصريحاته الصحفية بأن فكرة التغيير من النمط العشوائى لبورسعيد إلى النمط السياحى والجمالى كان الهدف منها هو تعظيم الاستغلال الأمثل لموقع المدينة بشكل والمناطق السياحية فيها بشكل خاص بعد ان اهدرت قيمتها لسنوات طويلة أمام غول العشوائيات.