مازال الصراع المسلح والعنف وإنعدام الأمن يسيطر على شمال موزمبيق مما تسبب فى موجه نزوح مرتفعه وخاصة فى إقليم كابو ديلجادو.
مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أفادت أن حوالى 70 ألف شخص قد فروا من المدينة منذ نهاية مارس، ليصل إجمالى النزوح إلى ما يقرب من 800 ألف وأوضحت المفوضية أنه كان الناس يفرون يوميا إلى مناطق أبعد جنوبا، أو إلى تنزانيا المجاورة. وورد أن آلافًا آخرين تقطعت بهم السبل فى مناطق حول بالما، فى ظل تقييد وصول المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم المفوضية بابار بالوش: "أخبر الفارون موظفى المفوضية أن الوضع فى بالما لا يزال غير مستقر للغاية، مع استمرار إطلاق النار ليلًا وإحراق المنازل".
وساعدت المفوضية وشركاؤها مؤخرا الأشخاص الذين يعيشون فى ظروف مزرية فى المناطق النائية حول بالما، ووزعت مواد الإغاثة على حوالى 10، 000 شخص نازح فيما تستمر المفوضية فى الدعوة من أجل أن يحصل النازحون داخليًا على الحماية والمساعدة، ولأن يحصل أولئك الذين يبحثون عن الأمان فى تنزانيا، على اللجوء.
وأفادت سلطات موزمبيق بأن العديد من الأشخاص الذين حاولوا عبور النهر، الذى يحدّ بين البلدين، قد أُعيدوا قسرًا. حيث تمت إعادة أكثر من 9600 مرة منذ يناير وقال بالوش: "تكرر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دعوتها من أجل أن يصل أولئك الفارين من النزاع إلى الأراضى وأن يحصلوا اللجوء، ولا سيما احترام مبدأ عدم الإعادة القسرية. يجب عدم إجبار اللاجئين على العودة إلى الخطر".
فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف، أن الاحتياجات هائلة فى كابو ديلجادو، الواقعة فى منطقة تعافت بالكاد من إعصار مميت فى عام 2019.
وقال المتحدث باسم المنظمة جيمس إلدر في تقرير الأمم المتحدة إنه في أعقاب الهجوم على بالما، لم يكن لدى حوالي 2000 طفل أي فكرة عن مكان والديهم، أو حتى إذا كانوا على قيد الحياة، مشيرا إلى أن "ما يحدث في كابو ديلجادو هو أزمة أطفال - حالة طوارئ فوق حالة الطوارئ – مزيج قاتل من آثار تغير المناخ والصراع وكوفيد-19"، قائلا: "تحتاج النساء والأطفال بشكل خاص إلى المياه المأمونة والصرف الصحي، فضلاً عن التغذية والتعليم والرعاية الجسدية والعقلية والحماية".
وحذر المتحدث باسم اليونيسف من أن العديد من الأطفال عانوا من صدمة عميقة. وإذا لم تتم معالجتها، فقد تصبح مكونا لأزمة طويلة وممتدة يمكن أن تنتشر بسرعة إلى مناطق أخرى"، وفي الوقت نفسه، تعرض أكثر من ثلث المرافق الصحية للضرر أو الدمار، بينما تعرضت أكثر من 220 مدرسة وأنظمة مياه متعددة للهجوم. ولا توجد منشآت عاملة على الإطلاق في المناطق التي اشتد فيها القتال.
وأضاف إلدر: "الأمر المخيف للغاية هو أننا لا نملك الصورة الكاملة لما يحدث للأطفال بسبب القيود الأمنية وقيود الوصول" لافتا الى انه تعمل اليونيسف مع حكومة موزمبيق وشركائها للحصول على الإمدادات والخدمات المنقذة للحياة للأطفال والأسر النازحين والمجتمعات التي تستضيفهم الآن.
وتعمل الوكالة أيضا على تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، وتوفير الأطعمة العلاجية الخاصة لما لا يقل عن 33,500 من اليافعين المصابين بسوء التغذية الحاد، من بين إجراءات أخرى، مع وجود احتياجات كبيرة للغاية، فإن التمويل ينفد وتحتاج اليونيسف الآن إلى حوالي 90 مليون دولار لدعم عملياتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة