أسرة تقرر الخروج للتنزه وقضاء يوم جميل، تجلس أفرادها على منضدة واحدة، يمسك كل منهم بهاتفه المحمول يقلب فيه، ما بين شخص يتحدث فى "الشات" عبر الفيس بوك، وآخر يتحدث على الـ"واتس آب"، وثالثة تقلب فى صورها، ليكون الصمت عنوان المشهد، فلا حديث متبادل، ولا حوار قائم، فكل منهم مشغول بمنصته الاجتماعية الخاصة!!.
ربما ينتقل هذا المشهد لداخل المنزل، فتجلس أفراد أسرة واحدة لعدة ساعات دون حديث، حتى عندما تطلب الأم من الجميع الحضور لتناول "الغذاء"، تناديهم عبر جروب "الواتس آب"، وعندما تطلب الزوجة من زوجها إحضار بعض مستلزمات المنزل وهو فى طريقه إليهم عائدًا من عمله، تكون رسالة "الواتس آب" موجودة.
بالتأكيد، وأن تطالع صفحات الفيس بوك، تكتشف وفاة أقارب أحد أصدقائك، فتبادر بالعزاء، بـ"لايك"، وربما تكون كريمًا فتضع بوست، أو يشتد كرمك وذوقك، فترسل له رسالة على الخاص، تدعو لقريبه الراحل بالرحمة والمغفرة، أو ترسل صورة تعبيرية تحمل كل ما تريد قوله!!.
هل اشتقت لوالدك أو والدتك المقيمين فى محافظة أخرى، حيث تسبب بعد المكان فى عدم رؤيتهم من فترة طويلة؟، فيكون "الواتس آب" حلًا سحريًا بالنسبة لك للاطمئنان عليهم!!، نفس الأمر تفعله مع الأصدقاء والأحباء.
مشغول أنت طوال اليوم فى عملك المزدحم بالتفاصيل، وتريد متابعة الأبناء، "الابن فى الجامعة" والبنت فى النادي"، إذًا رسائل منصات التواصل الاجتماعى كافية من وجهة نظرك لتحقيق ذلك!! حتى حلت "الأسرة الافتراضية" بديلة لـ"الأسرة الحقيقية" وأصبحنا نربى أبناءنا بالـ"لايك والبوست والشير"!!.
للآسف، أصبحنا نضحك أمام "جهاز من البلاستك" أكثر ضحكنا فى وجوه بعضنا البعض، وصرنا نقضى معظم وقتنا على منصات التواصل الاجتماعي، التى أفسدت حياتنا، وأصابتها بالروتين والبلادة.
بالتأكيد، لن يكون "ايموشن" ضحك أو سعادة أو حزن، يومًا من الأيام بديلًا لدفء "لمة أسرة" على "طبلية الأكل"، أو محبة عائلة فى حفل زفاف، ولا تضامن أقارب وأحباء وأصدقاء فى "حالة حزن"، فعودوا لحياتكم الطبيعية تصحوا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة