بعد فترة فوضوية من الأزمة التى تسبب فيها فيروس كورونا، بدأت الدول الأوروبية فى إعادة فتح المدارس وإعادة الفصول الدراسية مرة أخرى، ولكن بشكل مختلف وغير متجانس، فهناك دول قررت عودة الطلاب فى يناير أو فبراير الماضى، وهناك من أجلت العودة إلى مايو ويونيو.
وأعادت الغالبية العظمى من البلدان فتح الفصول الدراسية فى يناير وفبراير، ومع ذلك، أرجأ البعض الآخر حتى مايو ويونيو، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
فعلى سبيل المثال، إسبانيا عادت إلى المدرسة فى 7 يناير عندما سجلت حوالى 19700 حالة يومية فى المتوسط، خلال الموجة الثالثة التى استمرت حتى منتصف فبراير وبلغت ذروتها فى 10 فبراير.
على النقيض من ذلك، لم تعد المدارس الثانوية والجامعية فى المملكة المتحدة حتى مارس، بينما لم تعد بعض الولايات الألمانية مثل شمال الراين وستفاليا للدراسة وجهًا لوجه حتى يونيو.
وأمس مع تقدم حملة التلقيح الناجحة، عاد جميع الطلاب الأوروبيين بالفعل إلى الفصول الدراسية. وعلى الرغم من السماح بتواصل أكبر بين القاصرين من منازل مختلفة، إلا أن التجربة تترك نتيجة إيجابية تنعكس فى انخفاض الإصابات اليومية الجديدة فى جميع بلدان القارة القديمة. سجلت جميع البلدان انخفاضًا حادًا فى عدد الإصابات اليومية.
أما فى إيطاليا، فإنها قررت تفتح المدارس شهرى يوليو وأغسطس، بأنواع مختلفة من التدريب والأنشطة الترفيهية للطلاب من جميع المستويات للتعويض عن فترة العزل والحبس التى قضاها الأطفال فى المدارس، ومن أجل إعادة تنشيط الأطفال اجتماعيا مرة أخرى والتفاعل.
وذكرت وزارة التعليم، أن هذه الأنشطة التطوعية، والتى ستشمل الرياضة، والرحلات، والموسيقى أو أجهزة الكمبيوتر، من بين أمور أخرى، والتى ستخصص لها الحكومة ما مجموعه 520 مليون يورو من الاستثمار.
السنة الدراسية الحالية فى إيطاليا لها مراحل متناوبة من الفصول الدراسية وجهًا لوجه مع لحظات من التعليم من المنزل، كما فى مارس، عندما حضر 80% من الطلاب الإيطاليين دروسًا عن بعد.
ومن إجمالى الاستثمارات، سيخصص 224 مليون يورو للمناطق "المتأخرة فى التنمية": بازيليكاتا وكالابريا وكامبانيا وبوغليا وصقلية، وكلها فى الجنوب. وتنتهى فصول هذه الدورة بين 5 و16 يونيو، حسب المنطقة، وتأمل وزارة التعليم الإيطالية أن تكون هذه الخطة الصيفية بمثابة "جسر" لتقديم العام الدراسى المقبل 2021/2022.
وفى فرنسا، فقد بدأت إعادة فتح المدارس فى 26 أبريل الماضى، وذلك بعد أن كان الرئيس الفرنسى أمر بإغلاقها تماما لمدة 3 أسابيع، وبدأت بشكل تدريجى فى إعادة فتح المدارس منذ هذا الوقت، حيث أعيد فتح دور الحضانة والمدارس الابتدائية.
وفى ألمانيا، أعلنت وزيرة التعليم الألمانية آنيا كارليتسك، أن الحكومة الاتحادية ستدعم تركيب "فلاتر هواء" داخل قاعات الدرس للتلاميذ الصغار، موضحة فى نهاية مايو الماضى، أن هذه الفلاتر ستكون مركبة بشكل ثابت فى قاعات الدرس للتلاميذ الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً وهى الشريحة العمرية التى لا يمكن تطعيمها بعد ضد كورونا.
وفى إشارة إلى العام الدراسى القادم، قالت كارليتسك: "كلما قلت حالات العدوى، وكلما قلت الإصابات لدينا، كان من الأسهل أن نعود إلى العمل بنظام التشغيل العادى عندما نبدأ الدراسة بعد الصيف".
بروتوكولات الأمان واللقاحات الصارمة: مفاتيح النجاح الأوروبي
وترى الدول الأوروبية الآن أنه من أجل العودة لابد من الحفاظ على بعض الإجراءات التى من بينها، تهوية الفصول الدراسية بشكل جيد، ومحاولة خلق مسافة بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، خاصة فى المراكز التعليمية التى يصبح فها الأعداد كبيرة بشكل واضح.
يرجع انخفاض معدل الإصابة بفيروس كورونا، إلى عدة عوامل أهمها، اللقاح، ولذلك اتخذت أوروبا الخطوة نحو تطعيم الشباب والأطفال ضد كورونا، ووافقت وكالة الأدوية الأوروبية على تطعيم المراهقين بلقاحات كورونا، كما وافقت لجنة EMA الخاصة بالمنتجات الطبية للاستخدام البشرى فى أوروبا على استخدام لقاح كورونا للذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما، حسبما قالت صحيفة "20 مينتوس" الإسبانية.
وأشادت مفوضة الاتحاد الأوروبى للصحة، ستيلا كيرياكيدس، بقرار EMA وذكرت على تويتر أنه "بخلاف قرارات الحكومات، فى نهاية المطاف، يجب أن يتخذ الآباء هذا القرار من أجل أطفالهم"، فى مواجهة جائحة مستمر، اختارت الحكومات فى جميع أنحاء العالم التطعيم.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية فى أوروبا، هانز كلوج، إن الوباء لن ينتهى حتى "نصل إلى 70% على الأقل من التطعيم" وأعرب عن أسفه لأن نسبة التطعيم فى أوروبا باقية "منخفض جدا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة