قدمت الدولة المصرية نموذجا جيدا لتمكين المرأة خلال السنوات الأخيرة، وفى مختلف القطاعات، فعلى سبيل المثال وضع الدستور وقوانين مجلس الشيوخ والنواب ومباشرة الحقوق السياسية كوتة للمرأة وصلت إلى 50% من القوائم في الانتخابات الأخيرة، إلى جانب عدد آخر من السيدات نجحن في الانتخابات بالفردى، كما أن تعيينات رئيس الجمهورية في المجلسين لم تغفل اختيار نسبة جيدة من النساء اللاتى يتمتعن بخبرات وقدرات تؤهلهن لشغل هذه المناصب.
وعلى المستوى التنفيذى، فإن ما يزيد عن 30% من الوزراء من النساء منهن من أثبتت كفاءة عالية، فغالبيتهن قدمن مردودا طيبا للغاية، ولعل نموذج غادة والى التي عملت كوزيرة للتضامن ثم اختيرت وكيلا للأمين العام للأمم المتحدة يثبت أن التجربة النسائية في الحكومة كانت جيدة للغاية، ومن ثم أصاب رئيس الجمهورية حين فتح المجال لتمكين النساء من المناصب التنفيذية.
ومؤخرا، وجه رئيس الجمهورية بتعيين السيدات كقاضيات في مجلس الدولة ومحكمة النقض، وهو المطلب الذى لطالما طالبت به السيدات في مصر سنوات عديدة، بل وتقدمت بكثير من الدعاوى وأفردت كثير من الأوراق للوصول إلى هذه اللحظة، وبالفعل استجاب الرئيس السيسى لهذا المطلب وآثر أن يمنح الفرصة كاملة لتمكين العنصر النسائى في مصر.
وعلى جانب آخر، قدم جهاز تنمية المشروعات تمويلات بالملايين خلال السنوات الأخيرة لرائدات الأعمال من النساء وأصحاب المشروعات الصغيرة في محاولة لتقديم الدعم الكامل للعنصر النسائى في مختلف المجالات، لدرجة أنه تم الإعلان من قبل جهاز المشروعات أن أكثر من 40% من القروض الميسرة تم تقديمها للسيدات خلال الفترة الأخيرة.
وبهذا الشكل فقد سعت الدولة لتمكين المرأة تمكينا حقيقيا في مختلف المستويات سواء وعلى نحو جيد في السلطات الثلاث "التنفيذية- التشريعية-القضائية" لتبدأ المرأة المصرية عهدا جديدا لم تشهده على مدار عقود طويلة، ويتبقى فقط هنا على المرأة أن تثبت جدارتها وتقدم مردود جيد في مختلف الوظائف التي تشغلها حتى نصل إلى الهدف المرجو، وتتمكن السيدات بشكل حقيقى وتقدم نموذجا جيدا للمرأة المصرية خلال الفترة المقبلة.
وأنا شخصيا لا أجد حرجا كرجل من التعامل مع السيدات في العمل فهن زميلات فضليات، منهن من يقدم عملا جيدا، ومنهن من يحتاج إلى مزيد من التأهيل والخبرات، ومع الوقت تستطيع المرأة المصرية أن تضرب نموذجا جيدا في الإدارة والعمل، وفى دائرتى الصغيرة المرتبطة بى كصحفى بالقسم السياسى في اليوم السابع أعمل تحت إدارة الأستاذة إحسان السيد وهى صحفية من طراز خاص تمتاز بالهدوء والعقلانية، وتمتلك مقومات العمل الصحفى والإدارى بشكل جيد ولا تغفل الجانب الإنسانى في علاقتها بزملائها، فحين مررت بظروف مرضية خاصة كانت إلى جانبي كعادتها مع باقى الزملاء، وجميع هذه الصفات التي يملكها المدير المباشر أضفت جوا من الود والاحترام المتبادل، وانعكست بشكل إيجابى على منظومة العمل داخل الجريدة.