نستمع، طوال الوقت، إلى كلمات ونصائح وعظات وحكم، ليست جميعها على درجة واحدة، فمنها ما يُصلح الحال ومنها ما يفسده، ومنها ما يأخذ بأيدينا ومنها ما يعيدنا للخلف درجات ودرجات.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الزمر "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ، وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ" إن نعمة القدرة على تمييز الصواب من الخطأ والمفيد من المضر تحتاج هداية من الله وتحتاج عقلا، تحتاج الاثنين معا، فالهداية هنا معناها الإشارة والدلالة على الأمر الطيب، وذلك مهم لأننا عادة نغفل عن الصواب ولا نتنبه إليه، ومن هنا فإن دلنا الله على الخير فذلك عظيم.
والعقل أيضًا، نعمة كبرى من الله، إن أحسنا استخدامها وميزنا بها بين ما يحدث حولنا، حيث تتداخل الأمور فنحتاج إلى ميزان لمعرفة ما يفيدنا وما يضرنا، حيث إن القدرة على معرفة أحسن القول، تحتاج وعيًا، وتحتاج إجابة عن سؤال مهم "ما المقصود بأحسن القول؟" هل معناه ذلك الجميل البليغ الممتلئ بالصور الجميلة، أم أنه ذلك الذى يحمل منفعة شخصية لى؟.
المقصود بأحسن القول، فى ظنى، هو ما ينجو بنا من السقوط فى الهلاك، وهو أيضا ما ينفع الناس، ويمكن تطبيق ذلك على كل الخطابات، ومنها الخطابات الاجتماعية، حياتنا كلام وقول، لو اتبعت كل ما يقال لك، أما أن تظل تدور فى حلقة مفرغة لا تخرج منها أبدا، لأنك ستلقى كلاما متناقضا، ويحدثك الكثيرون عن تجاربهم الشخصية وهى بالتأكيد تختلف عن تجربتك حتى لو بدت متشابهة.
ليس معنى ذلك أن تصم أذنيك وتتوقف عن الاستماع إلى الآخرين، لأن الاستماع إلى الآخرين مهم جدا، طالما تملك ميزان العقل وتملك الوعي الذى يجعلك تدرك أحسن القول فتتبعه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة