تمر اليوم الذكرى الـ13 على رحيل الأديب ألبير قصيرى، وهو كاتب مصرى من أصل سورى يكتب بالفرنسية، لقب بفولتير النيل وأوسكار وايلد الفرنسى وباستر كيتون العربى، وعلى الرغم من إقامته الدائمة فى فرنسا، إلا أنه كان حريصاً على تجديد جواز سفره المصرى، وأكثر من ذلك أنه لم يقدم فى كتاباته أبطالا من خارج ذاكرته المصرية.
وكان الأديب الراحل دائما ما يؤكد (لست فى حاجة لأن أعيش فى مصر ولا لأن اكتب بالعربية، فإن مصر فى داخلى وهى ذاكرتى)، وظهر حبه لمصر من خلال عدة روايات منها:
شحاذون ومعتزون
تشير العديد من كتاباته مثل "شحاذون ومعتزون"، إلى ولع نادر بمدينة القاهرة، ومن اللافت أنه سجل عنها عدة ملاحظات فى أوراق لم تشملها رواياته.
وكتب: "أصبحت المدينة مرعبة خاصة على امتداد شارعى فؤاد الأول وعماد الدين، فالواقع أن هذين الشارعين الرئيسيين يتمتعان بكل ما تملكه مدينة متمدنة لإرهاق الناس ومضايقتهم، وكانت هناك أماكن للتسلية لا طعم لها الآن، فكل شيء يدفع إلى الضيق والملل"، وربما يعكس هذا النص رغبته فى مقاومة الحنين للبلاد التى هاجر منها، وظل يكتب عن عوالمها بقية حياته.
العنف والسخرية
تدور أحداث هذه الرواية "العنف والسخرية" فى مدينة الإسكندرية، بين حى الجمرك وشارع الكورنيش وأبنية المدينة الشعبية، ويقوم قصيرى هنا بتجريد المدينة ليجعلها أى مكان فى العالم، فهو لا يذكر اسم الإسكندرية مباشرة، وإن كان قد سمى حى الجمرك بالميناء والكورنيش، ومن الواضح أن الكاتب قد صاغ هذه الرواية، ومدينة الإسكندرية فى ذاكرته بعد أن غادر مصر بحوالى عشرين عاما، لذا سعى قصيرى إلى تجريد المدينة من اسمها، لكنه لم يطمسها تماما، وفى هذه المدينة عاش فى الأحياء الشعبية، فأبطال هذه الرواية يعيشون بكافة مستوياتهم فى أطلال المدينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة